قانون البنوك التشاركية يشعل المنافسة مع البنوك التقليدية
قال رئيس مجموعة القرض العقاري و السياحي المصرفية أحمد رحو :” إن البنوك المغربية مقبلة خلال العام الحالي على منعطف جديد بسبب اشتداد المنافسة، وذلك نتيجة الترخيص لشركات الأداء لأول مرة بالمغرب، والإطلاق المرتقب في مارس المقبل لخدمات الأداءات الجوالة، إضافة إلى صعود نشاط المصارف الإسلامية، مع الاستكمال المرتقب للإطار القانوني للمنتجات المالية الإسلامية وودائع الاستثمار”.
كما تترقب المصارف المغربية هذا العام بداية العمل بالمعيار 9 من المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية، الذي سيفرض عليها معايير احترازية أكثر تشدداً، ستنعكس على تقييم موجودات البنوك.
وقال وفقاً لصحيفة “الشرق الأوسط”، إن ترخيص بنك المغرب المركزي أخيراً لخمس شركات أداء أحدث لأول مرة في المغرب شرخاً في الاحتكار التقليدي للبنوك في مجال الودائع. وأوضح أن الشركات الخمس التي رخص لها بنك المغرب هي شركات موجودة، وكانت تمارس من قبل نشاط تحويل الأموال، غير أن التراخيص الجديدة تخولها صلاحية تلقي الودائع وإصدار أدوات أداء شمولية كالبطائق البنكية.
وأشار رحو إلى أن مجموعة القرض العقاري والسياحي تتطلع إلى إنشاء فرع متخصص في هذا المجال الجديد.
أما بخصوص البنوك التشاركية، فيقول رحو إن انطلاقتها الفعلية تنتظر إخراج قانون التكافل الإسلامي، واستكمال الإطار القانوني للمنتجات المالية المطابقة للشريعة، مشيراً إلى أن المنتج الوحيد المتوفر الآن هو قروض المرابحة في المجال العقاري.
وأضاف أن هذا المنتج ما زال بدوره يواجه مشكلات جبائية في مجال تمويل السكن الاجتماعي، مشيراً إلى أن الحوار مفتوح مع إدارة الضرائب من أجل تجاوز هذه المشكلة، التي تتعلق أساساً باسترداد الضريبة على القيمة المضافة.
وحول تطور النشاط البنكي بالمغرب خلال العام الماضي، أوضح رحو أن البنوك المغربية استفادت من معاودة نمو الاقتصاد المغربي الذي ناهز 4 في المائة خلال 2017، والذي انعكس على القروض المصرفية التي حققت أداء أفضل، مقارنة مع السنوات الماضية. كما أشار إلى عودة الانتعاش للقطاع العقاري، خصوصاً في بعض المدن التي كانت تعاني صعوبات من قبل، وهو ما مكن الشركات العقارية من تصفية مخزونها من الشقق من دون اللجوء إلى تخفيضات، كما مكن من إطلاق مشاريع جديدة في عدة مدن.
وبخصوص مشكلة تشدد البنوك في تمويل المشاريع السياحية، قال رحو إن نشاط القطاع السياحي بطبعه نشاط دوري، فيه صعود وهبوط. وعندما يكون في مرحلة الهبوط، يتوقف أصحاب الفنادق عن تسديد ديونهم، فتضطر البنوك إلى التوقف عن منحهم قروضاً جديدة.
واقترح إنشاء صندوق خاص لدعم المستثمرين السياحيين خلال فترات الهبوط، وقال: “يجب أن نجد معاً آلية تمويلية تضامنية، كصندوق خاص، يتم تمويلها خلال فترات الازدهار، واللجوء إليها عندما تسوء الأوضاع. وبذلك، سنتمكن من التغلب على آثار التقلبات الظرفية للقطاع السياحي على الاستثمارات”