وجــدة: ندوة دولية تقارب العواطف والمشاعر والقانون (دعوة للمشاركة)

دعوة للمشاركة
الندوة الدولية
العواطف، المشاعر والقانون
ينظم مختبر العلوم القانونية والاجتماعية، بالتعاون مع الرابطة المغربية لتاريخ القانون و شعبة القانون الخاص، بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – جامعة محمد الأول بوجدة، ندوة دوليًة حول موضوع:
العواطف، المشاعر والقانون
📍 المكان: قاعة المؤتمرات، كلية الحقوق، جامعة محمد الأول، وجدة
📅 التاريخ: 24 أبريل 2025
الورقة التأطيرية:
هل يهتم القانون بالعواطف؟ الحب، الغضب، الغيرة، اللامبالاة… كلها مشاعر ليست غريبة عن عالم القانون. تعد الجرائم العاطفية مثالًا واضحًا على ذلك، ولعل قضية الياباني إيسي ساغاوا، الذي قتل والتهم رفيقته الهولندية في باريس عام 1981، إحدى أشهر القضايا التي تعكس هذا التداخل بين المشاعر والجريمة. كذلك، نجد أن جرائم قتل الأصول، قتل الأطفال، وجرائم الانتقام بدافع الغيرة أو الكراهية قد خضعت لتحليل معمّق في علم النفس و علم الاجرام.
أما الزواج، فهو عقد يختزل العديد من المشاعر، مثل الحب، التضحية، الإخلاص، الغيرة… لكنه قد يؤدي أيضًا إلى الكراهية، الطلاق، والصراعات الأسرية، حيث يصبح الأطفال أحيانًا رهائن في معارك غير متكافئة. كما أن وكالات الزواج، شركات تجهيز الجنائز، ومدربي التنمية الذاتية المتخصصين في إدارة العواطف (الحب، التوتر، الاكتئاب…) تعكس كيف أصبحت المشاعر موضوعًا للاستهلاك، السوق، والتنظيم الاجتماعي.
ومع ذلك، فإن عالم العواطف واسع وغير محدود: الفرح، الخجل، الرغبة، التعاطف، الحقد…. هذه المفاهيم، التي يدرسها علماء النفس والأطباء، يتعامل معها القانونيون بحذر شديد. المشرع يتجنب العواطف عمدًا، حيث تعتمد القوانين والاتفاقيات الدولية لغة تقنية ومحايدة، خالية من أي إشارة صريحة إلى العواطف. حتى النصوص التي تعالج حقوق الطفل أو حماية البيئة، ورغم حساسيتها الإنسانية، تبقى منقحة من أي بُعد عاطفي صريح.
أما القاضي والمحامي، فهما ليسا مجرد تقنيين للقانون، بل يقفان في صلب المواجهة بين القاعدة القانونية والتجربة الإنسانية. قاعة المحكمة تتحول إلى مسرح تتجسد فيه مآسي الحياة: أرامل باكيات، أيتام منكوبون، آباء محطّمون، أزواج مهانون… يجد القاضي نفسه أمام ضرورة تكييف القاعدة المجردة وفق الظروف الخاصة، مما يفرض بعدًا عاطفيًا في تطبيق القانون.
المحكمة فضاءٌ تنبض فيه المشاعر، حيث يعبر المتقاضون عن عواطفهم في حالتها الخام: دموع يأس، نظرات خزي، توسلات يائسة… وفي المقابل، تبرز النيابة العامة ممثلةً للسلطة العامة، و هي تلوّح بالقانون كسوط يُنزل العقوبة على المذنبين.
إلى جانب ذلك، تلعب المشاعر دورًا أساسيًا في القانون العام، وخاصة في السياسة الدولية. فإدارة الهجرة، على سبيل المثال، تعكس بوضوح هذا الواقع: أمام المآسي الإنسانية، تتأرجح الخطابات القانونية والسياسية بين الرحمة والحزم، وبين فتح الحدود وإغلاقها. كما أن القادة يستغلون أحيانًا العواطف لحشد الرأي العام وكسب الأصوات، وهو ما يظهر جليًا في “دبلوماسية الدموع”، حيث تتحول المشاعر العلنية إلى أداة للتواصل والتأثير.
العواطف والاقتصاد
تلعب العواطف دورًا محوريًا في السلوكيات الاقتصادية، سواء تعلق الأمر بقرارات الشراء، الاستثمار، أو الادخار. فعلى سبيل المثال، تعتبر ثقة المستهلك عاملًا أساسيًا في النمو الاقتصادي: عندما يشعر الناس بالتفاؤل، ينفقون أكثر، مما يؤدي إلى زيادة الطلب. وعلى العكس، تؤدي المخاوف إلى حدوث أزمات اقتصادية، حيث تصبح المشاعر محركات رئيسية للسلوكيات الاقتصادية.
من جهة أخرى، تلعب المشاعر دورًا جوهريًا في الإعلانات التجارية، حيث يتم استغلالها لجذب انتباه المستهلك وكسب ثقته. كما أصبحنا نتحدث اليوم عن “اقتصاد السعادة”، حيث يحتل الرفاه العاطفي مركز النشاط الاقتصادي. وفي هذا الإطار، برزت تقنيات التسويق العصبي (Neuromarketing)، التي تهدف إلى التلاعب بالمشاعر لدفع المستهلكين إلى عمليات شراء اندفاعية أو اتخاذ قرارات تخدم المنتجين.
كل هذه الديناميكيات تستوجب تأملًا عميقًا في موقع العواطف داخل القرارات السياسية، القانونية، والاقتصادية على الصعيدين الوطني والدولي.
العواطف والقانون: بين التنظيم والتأطير
توضح هذه المعطيات أن القانون والاقتصاد ليسا مجردين من العواطف، بل يحتويانها، ينظمانها، ويوجهانها عبر إطار معياري. ورغم أن هذا الإطار قد يبدو صارمًا في بعض الأحيان، إلا أن العاطفة تجد دائمًا طريقها داخل آليات تطبيق القانون والتشريعات الاقتصادية.
محاور الندوة:
يدعو هذا الملتقى العلمي الباحثين في مجالات القانون، علم الاجتماع، علم النفس، الفلسفة والعلوم الاجتماعية إلى استكشاف التداخلات المتعددة بين النظام القانوني، العواطف، وعلم الاقتصاد، من خلال المحاور التالية (دون أن تكون حصرية):
1. العواطف والجريمة
جرائم الحرب والقانون الجنائي الدولي
الجرائم العاطفية والقانون الجنائي
الغيرة، الانتقام والمسؤولية القانونية
مشاعر الجاني وتأثيرها على العقوبة
2. العواطف والقانون المدني
الزواج، الطلاق والمشاعر: بين الحب وخيبة الأمل
قانون الأسرة: الطفل في قلب النزاعات العاطفية
دور العواطف في تكوين العقود وتنفيذها
3. العواطف والعدالة
العدالة الدولية والمشاعر
القاضي في مواجهة مشاعر الأطراف
تأثير العواطف على المرافعة والحكم القضائي
القانون والتعاطف: نحو عدالة أكثر إنسانية؟
4. العواطف والتنظيم الاجتماعي
المشاعر في قلب السياسات العامة
القانون في مواجهة المشاعر الجماعية: الحداد الوطني ، الحركات الاجتماعية
تنظيم العواطف في بيئة العمل
القانون والذكاء العاطفي
شروط تقديم المساهمات
يدعو الملتقى الباحثين الراغبين في المشاركة إلى إرسال ملخص لمداخلاتهم (300-500 كلمة)، مرفقًا بسيرة ذاتية مختصرة، قبل تاريخ 10 أبريل 2025، إلى العناوين التالية:
📧 يامنة فاطمي: [email protected]
📧 عادل السلاسي المثابر: [email protected]
📧 فوزي غروس: [email protected]
سيتم إبلاغ المشاركين بقبول مداخلاتهم قبل 15 أبريل 2025، على أن يتم إرسال النصوص الكاملة قبل 20 أبريل 2025 لنشرها ضمن أعمال الملتقى.
معلومات تنظيمية:
📍 المكان: قاعة المؤتمرات، كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، جامعة محمد الأول، وجدة
📅 التاريخ: 24 أبريل 2025