إكراهات التعمير بالعاصمة، بين انعدام الكفاءات وإشكالية وثائق التعمير؟
لازال العتاب الذي سبق وأن صرح به عمدة الرباط ” الصديقي ” في شهر يونيو الماضي بالدورة السادسة عشر للمجلس الإداري للوكالة الحضرية بالرباط يسري بين ثنايا حديث المهتمين والمهندسين بما فيهم المستقلين من جمعيتهم المهنية في عهد المدير السابق , والمنتخبين والمقاولين بجهة العاصمة, بعد أن أبدى أسفه العميق لكون الرباط ورغم مضي ثمان سنين لاتتوفر على تصميم واضح للتهيئة , كما أن بعضها يعرف تعديلات تخلق إشكالات لبعض المواطنين الذين يحضرون لإنجاز مساكنهم الخاصة, بالإضافة إلى ماسماه السيد ” كربوب ” رئيس جماعة “عامر” سلا بنفس الإجتماع “بالوثيقة التعميرية التعجيزية ” التي تنص على ضرورة التوفر على 30 هكتارا من أجل الترخيص للبناء , الأمر غير قابل للتنفيذ على أرض الواقع يقول نفس المتحدث, ناهيك عن ترسانة إعادة الهيكلة التي تظهر بعد مرور عشر سنوات, وبالتالي أدى إلى رفض مشروع تصميم التهيئة لعامر المقدم من طرف الوكالة الحضرية .
السيدة خدوج غنو , المديرة العامة الجديدة للوكالة الحضرية للرباط وسلا, ومنذ تعيينها خلفا للسيد ” واية ” الذي إلتحق بمراكش , ما فتئت تولي قصار جهودها وتجربتها المشهود لها بها لإيجاد أنجع السبل لإخراج تصاميم تهيئات تتلائم ومدينة الأنوار , رغم ما صادفته من إرث ضخم لبعض الملفات الشائكة والتي تشكل عائقا حقيقيا أمام بعضها لطبيعة الأشخاص الذين يوجدون ورائها لإخراجها من عنق الزجاجة حيث بادرت إلى إعادة ترتيب البيت الداخلي للوكالة , وتنظيم الأولويات للبث في الملفات بخطى ثابتة إرتاح لها المهتمون بالتعمير داخل العاصمة .
غير أن ملاحظات قد تعتبر طفيفة – خرج بعضها من داخل الوكالة يتعلق بالفوضى العارمة لمديرية الموارد البشرية التي تتحكم فيها شخصيات شبه أسرية في إعادة إنتشار الموظفين بطريقة مبعثرة والتي إعتبرها بعضهم أنها إنتقامية بالنظر لطبيعة الإنتقاء التي سادتها بعيدا عن الحكامة الجيدة والتدبير المعقلن الذي أشار إليه ملك البلاد غير ما مرة مراعاة لمصالح الجميع موظفين كانوا ام مواطنين , الأمر الذي أدى إلى الزلزال السياسي الأخير مخلفا إعفاءات ,وعدم الرضى على عدد من المسؤولين الذين لن يعودوا إلى تحمل المسؤولية مستقبلا .
هاته الحالة , خلقت أجواء من التوثر مشحونة بالسخط والتساؤل عن دور ” خدوج ” في كل ما تقوم به مديرية الموارد البشرية , وهل هي على علم بما يجري ,حولها , حيث يقول أحد الموظفين رفض ذكر إسمه – إن كانت حقيقة التغييرات تغيب عنها, فعليها تدارك الأمر بسرعة فائقة قبل فوات الأوان , وإن كانت على علم فتلك طامة كبرى وما عليها إلا التصدي لما يحاك من مناورات حول الهيكلة الإدارية للوكالة الحضرية قبل تدبير التهيئات والتصاميم الخارجية للعاصمة .لأنه بدون طاقم بشري مؤهل وفي مكانه المناسب لا يمكن إخراج نتائج في مستوى طموح ساكنة العاصمة بطاقم بشري غير راض على المهام التي أسندت إليه وفق حسابات ضيقة لاتراعي لا الأقدمية ولا القدرات ولا التجارب , فضاع بذلك حس العمل الجماعي وعوضه الغضب والترقب والصمت الرهيب