ناصر على القريو: مـــفهوم الإدارة الإســـتراتيجية
ناصر على القريو طالب باحث بجامعة الحسن الأول كليه العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسطات .
- ملخص المقالة:
تتناول المقالة هذه والمعنونة ب “مفهوم الإدارة الإستراتيجية” مسالة التسيير كأحد المفاهيم التي أصبحت تفرض ذاتها في عالم التسيير اليوم، كما يقف المقال عند هذا المصطلح وما يشبهه من المفاهيم والعلاقة الرابطة بين كل منها ،إضافة إلى تحديد دقيق لأهمية هذا المفهوم، وفوائده وأهدافه وبعض الخصائص التي تميزه .
Résumé de l’article en anglais:
This article, entitled “The Concept of Strategic Management”, deals with the issue of management as one of the concepts that has become self-imposed in the world of management today. characteristics that distinguish it.
مقدمة:
تعد الإدارة الإستراتيجية بمختلف مداخلها إطارا شاملا ومتكاملا لدراسة وتحليل كل الأنشطة والعمليات ضمن إطار المنظمةالاقتصادية، وذلك من خلال العلاقة التأثيرية بين المنظمة وبيئتها، وبما ينعكس إيجابيا على تحسين كل من مركزها وأدائها الاستراتيجي، فالإدارة الإستراتيجية هي علم وفن توظيف الموارد البشرية والمالية والمعلوماتية والفنية بهدف وضع القرارات اللازمة، لبلوغ هدف محدد أو أهداف محددة في ظل بيئة متغيرة، ونظرا لارتفاع مستوى المخاطر نتيجة اتخاذ القرارات وضخامة تكلفة القرارات الخاطئة، ومع زيادة حدة المنافسة والتطور التكنولوجي الهائل أدى ذلك إلى نمو الاتجاه لدى المنظمات والشركات بكافة أنواعها ومجالاتها وأحجامها من أجل تبني منهج للتفكير والتخطيط الاستراتيجي لتنمية إمكانياتها الذاتية والحفاظ على قدرتها التنافسية في ظل ظروف بيئية متغيرة ومركبة ديناميكية ومعقدة، ولهذا كان من الأهمية توضيح بعض المفاهيم المرتبطة بمفهوم الإدارة الإستراتيجية ويمكن عرض أبرزها فيما يلي”[1]
تشير الإدارة الإستراتيجية على أنها مجموعة من القرارات والتصرفات التي تحدد الأداء طويل الأجل للمنظمات، كما تعرف بأنها مجموعة من القرارات والتصرفات الخاصة بتكوين وتنفيذ الاستراتيجيات المصممة لإنجاز أهداف المنظمة”[2].
-فما مفهوم الإدارة الإستراتيجية ؟
-وما أهميتها والفوائد الناتجة عن تبني خيار كهذا ؟
– وما أهدافها وخصائصها ؟
حري بنا في هذا المحور معالجة مفهوم الإدارة الإستراتيجية (الفرع الأول)، ثم التعرف على خصوصيات ووظائف الإدارة الإستراتيجية داخل المنظمات (الفرع الثاني).
الفرع الأول: مفهوم الإدارة الإستراتيجية
أن الإدارة الإستراتيجية هي تلك العملية التي تتألف من مجموعة من الخطوات تقوم من خلالها الإدارة العليا بتحليل الفرص والتهديدات والقيود الموجودة في البيئة الخارجية، وأوجه القوة والضعف في البيئة الداخلية للمنظمة، وتحديد الرسالة والأهداف، ثم وضع الاستراتيجيات على مستوى المنظمة، ووحدات الأعمال والمستوى الوظيفي التي تتطابق مع أوجه القوة والضعف في المنظمة، وفرص وتهديدات البيئة الخارجية، ثم تطبيق تلك الاستراتيجيات وممارسة الرقابة الإستراتيجية”[3].
وبالتالي فأن استخدام مفهوم الإدارة الإستراتيجية قد تطور في العقود الأخيرة من القرن الماضي وأوائل القرن الحالي، وتعددت التعريفات التي توضح معناها، فتناولها المتخصصون من وجهات نظر مختلفة تبين العناصر الأساسية والمهمة التي يجب أن تقوم عليها وهذا بدوره انعكس على التعريفات التي وردت في مؤلفاتهم للإدارة الإستراتيجية.
أن الإدارة الإستراتيجية في الوقت الحالي تمر بمرحلة من مراحل التطور في أحد مقررات الإدارة والذى كان يطلق عليها مسمى السياسة الإدارية، والهدف من هذا التطوير هو تحقيق التكامل والتنسيق بين المجالات الوظيفية المختلفة للإدارة، ومع مرور الوقت والتغيرات البيئية السريعة والمتلاحقة لم تعد السياسة الإدارية لوحدها كافية لتحقيق نجاح المنظمة، ومن هنا لجأت معظم المنظمات الاقتصادية إلى الإدارة الإستراتيجية، وأصبح التوجه نحو الإدارة الإستراتيجية هو الأداء المهني الصحيح لبقاء المنظمات واستقرارها ونموها وتحقيق فاعلية تحسين الأداء على المدى الزمني البعيد والطويل وقصير الأجل على حد سواء.
قبل الإسهاب في التحليل، لابد من الوقوف على التعريف العلمي للإدارة الإستراتيجية (الفقرة الأولى)، وبعض المفاهيم المشابهة لها (الفقرة الثانية).
الفقرة الأولى: تعاريف الإدارة الإستراتيجية
وتعرف الإدارة الإستراتيجية بأنها العملية التي تضمن تصميم وتنفيذ القرارات ذات الأثر طويل الأجل التي تهدف إلى زيادة قيمة المنظمة من وجهة نظر العملاء والمساهمين والمجتمع ككل”[4].
كذلك عرفت الإدارة الإستراتيجية على أنها: عبارة عن عملية اتخاذه وتنفيذ القرارات الإستراتيجية”[5] هذا التعريف يركز القرارات الإستراتيجية والتي تؤدي إلى تغير رئيسي في المنظمة، ولا يعتبر القرار استراتيجيا إذا لم يحدث تغيرا أساسيا وجذريا في المنظمة، الأمر الذي يؤثر بصورة ملموسة على مقدرة المنظمة على تحقيق أهدافها.
كما عرفت الإدارة الإستراتيجية بأنها:بأنها تلك العملية الأزمة لوضع، وتنقيح وتطبيق بعض التصرفات اللازمة لإنجاز بعض النتائج المرغوب فيها”[6].
ويمكن تعريف الإدارة الإستراتيجية بأنها: سلسلة متصلة من القرارات والتصرفات التي تؤدي إلى تنمية وتكوين استراتيجيات فعالة تساعد في تحقيق أهداف المنظمات، وعملية الإدارة الإستراتيجية هي طريق يمكن من خلالها تحديد الأهداف ووضع القرارات الإستراتيجية.
أيضا عرفت الإدارة الإستراتيجية بأنها: عملية تمكن المنظمة بواسطتها من تحديد أهدافها وتحديد الأعمال اللازمة لإنجاز تلك الأهداف في الزمن المناسب والسعي لتحقيق تلك الأعمال والأنشطة وتقويم مستوى التقدم والنتائج المحققة”[7].
وعرفت الإدارة الإستراتيجية على أنها: عملية تقوم بها الإدارة العليا ويتم من خلالها تحديد التوجهات طويلة الأجل، وكذلك الأداء من خلال التصميم الدقيق في التنفيذ المناسب والتقييم المستمر للإستراتيجية الموضوعة”[8].
وكذلك عرفت الإدارة الإستراتيجية بأنها: تصور الرؤى المستقبلية للمنظمة، ورسم رسالتها وتحديد غاياتها على المدى البعيد وتحديد أبعاد العلاقات المتوقعة بينها وبين بيئتها بما يسهم في بيان الفرص والمخاطر المحيطة بها، ونقاط القوة والضعف المميزة لها، وذلك بهدف اتخاذ القرارات الإستراتيجية المؤثرة على المدى البعيد ومراجعتها وتقويمها”[9].
ويمكن تعريف الإدارة الإستراتيجية بأنها: علم وفن تشكيل وتنفيذ وتقييم القرارات الوظيفية المتداخلة التي تمكن المنظمة من تحقيق أهدافها”[10].
كما عرفت الإدارة الإستراتيجية أيضا بأنها: طريقة تتعلق بالإجابة عن الوضعية التي تريد المنظمة تحقيقها والوصول إلي تلك الوضعية، كما تتعلق أساسا بمستقبل القرارات الحالية مع عدم تجاهل حقيقة أن الشكوك أو حالات عدم التأكد يجب تخفيضها إلى أدنى مستوى ممكن، وذلك من خلال القيام بمراجعة مستمرة للتخطيط الشامل للمنظمة وكذلك عملية التنفيذ أو التطبيق”[11].
عرف (أنسوف 1965م) الإدارة الإستراتيجية بأنها: تصور المنظمة لعلاقتها المتوقعة مع بيئتها بحيث يوضح هذا التصور نوع العمليات التي يجب القيام بها على المدى البعيد الذي يجب أن تذهب إليه المنظمة والغايات التي يجب أن تحققها”[12].
وفي ضوء ما سبق يمكن للباحث تعريف الإدارة الإستراتيجية بأنها نظرة للمستقبل محدودة الزمن تقي المنظمة من التقلبات والتغيرات المستقبلية كما وتشمل في طياتها العديد من الخطط البديلة التي تقي المنظمة من العوامل الخارجية والتقلبات المستقبلية.
الفقرة الثانية: الإدارة الإستراتيجية والمفاهيم المشابهة لها
إن الناظر إلى مفهوم الإدارة الإستراتيجية يلاحظ ورود بعض المفاهيم والمصطلحات ضمن مفهوم الإدارة الإستراتيجية وتحتاج هذه المفاهيم إلى توضيح وبيان حتى يسهل فهمها واستيعابها، وبالتالي يسهل فهم مفهوم الإدارة الإستراتيجية، وسوف يركز الباحث على بعض المفاهيم الشائعة الاستخدام عند الأكاديميين والممارسين وهي على النحو التالي:
1-الإدارة:الإدارة هي علم وفن توظيف موارد بشرية ومالية ومادية ومعلوماتية وفنية لبلوغ هدف محدد أو أهداف محددة، في بيئة ديناميكية، خلال فترة محددة، وفي سبيل ذلك تضع الإدارة الأهداف وتصمم الاستراتيجيات المساعدة على بلوغها، أي الخطط طويلة الأجل التي تحدد الاتجاه العام الذي يقود تحركات وقرارات المديرين في أداء وظائف المنظمة الاقتصادية، كما يتطلب الأمر قيام المستويات العليا من الإدارة بتصميم السياسات كأداة عمل مرشدة للأداء اليومي للعاملين في المستويات الأدنى، بكل مجالات أداء المنظمة أو وظائفها وهي: التسويق وإدارة العمليات والإنتاج والإدارة المالية وإدارة الموارد البشرية والبحوث والتطوير وهي ما تسمي بوظائف المنظمة “[13]، وكذلك تعرف الإدارة بأنها: عملية مستمرة تهدف إلى تحقيق نتائج محددة باستخدام الموارد المتاحة، بأعلى درجة من الكفاءة والفعالية وذلك في ظل ظروف موضوعية قائمة أو محتملة”[14]،إذن الإدارة نشاط إنساني هادف تقوم به جماعة من الأفراد يتميزون بقدرات وخصائص معينة، بهدف التوصل إلى نتائج محددة وتم الاتفاق على أهميته وضروريتها لإشباع رغبات معلومة عن طريق الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة بالمنظمة.
2-الإستراتيجية:تستمد كلمة الإستراتيجية جذورها من الكلمة اليونانية (Strategos) والتي أرتبط مفهومها بالخطط المستخدمة في إدارة المعارك وفنون المواجهة العسكرية، إلا أنها امتدت بعد ذلك إلى مجال الفكر الإداري وصارت مفضلة الاستخدام لدى منظمات الأعمال وغيرها من المنظمات الاقتصادية الأخرى المهتمة بتحليل بيئتها وتحقيق المبادرة والريادة في مجالات نشاطها “[15].
وعرفت الإستراتيجية بأنها: عبارة عن نمط استجابة المنظمة لعوامل التأثير في البيئة التي تعمل فيها وهي بهذا تربط بين موارد المنظمة والتحديات والمخاطر التي تفرضها البيئة الخارجية”[16].
وأيضا تعرف الإستراتيجية بأنها: تصور المنظمة لما تريد أن تكون عليه في المستقبل وليس وصول المنظمة إلى هذا الوضع وهي الإطار المرشد للاختيارات التي تحدد طبيعة منظمة ما واتجاهها، وتتصل هذه الخيارات بمجال المنتجات أو الخدمات والأسواق والقرارات الهامة والنمو العائد وتخصيص الموارد في المنظمة”[17].
3-السياسات:عرفت السياسة بأنها عبارة عن موجهات لعملية اتخاذ القرار وهي بذلك تعطى إشارات للمديرين فيما يتعلق بما يمكن اتخاذه من القرارات، والسياسة عادة ما توضع بصورة رسمية ومرتبة بواسطة الإدارة العليا للمنظمة وذلك بهدف تحسين فعالية أداء المنظمة، وعكس بعض القيم الشخصية للإدارة العليا والتغلب على بعض الصراعات التي يمكن أن تحدث عند المستويات الدنيا بالمنظمة، وعرفت أيضا بأنها موجه عام ومرشد للتفكير في مجال إعداد واتخاذ القرارات وتكون موجهة للمرؤوسين وهي تحدد نطاق التصرف واتخاذ القرار وتعكس إطارا موحدا للأنواع الأخرى من الخطط وتساعد المدير في تفويض سلطاته إلى معانيه والاحتفاظ بحق الرقابة على أدائهم ” [18]، وكذلك تعرف بأنها مجموعة من العبارات الموجزة والتي توضع بقصد إرشاد المديرين عند تعاملهم مع المواقف المتكررة”[19].
يتضح من التعريفات السابقة أن السياسة هي أحد الآليات المتاحة للإدارة العليا في المنظمة لوضع موجهات عامة تهتدي بها المستويات الإدارية الدنيا في عملية اتخاذ القرار بالنسبة للمديرين وفي التصرف اليومي بالنسبة للعاملين في مجال التشغيل، وهي تساعد على تفويض السلطات بين المستويات الإدارية المختلفة.
4-الخطة:يرى (Rue And Holland) كما أورد عمر المقلي أن التخطيط يعني تحديد الأهداف التي تسعى المنظمة لتحقيقها في فترة مستقبلية محددة، ماذا يجب على المنظمة عمله لتحقيق هذه الأهداف، والتخطيط يمثل أحد المهام الإدارية التي يؤديها جميع المديرين على مختلف مستوياتهم.
5-التخطيط الاستراتيجي:تعددت تعريفات التخطيط الاستراتيجي سواء في ميدان الإدارة بصفة عامة أو في ميدان الإدارة التعليمية (النظرية) بصفة خاصة فهنالك من ينظر إليه باعتباره عملية إدارية تهدف إلى تغيير وتحويل نظام العمل في المنظمات بطريقة تحقق الكفاية والفاعلية، وهناك من يعتبر التخطيط الاستراتيجي مجرد فلسفة تحدد طريقة ومنهاج حل المشكلات الإدارية في النظم المختلفة “[20]، إذن التخطيط الاستراتيجي هو التصميم والتبصير برسالة المنظمة وبأهدافها وبمسارها الرئيسي وتحديد العمليات والأنشطة والأعمال اللازمة لتحقيق ذلك”[21].
إن مهمة التخطيط بصورة عامة، تشغيليا كان أم استراتيجيا هي أحد مهام المدير التي تشتمل أيضا على التنظيم والتوجيه والرقابة، ولذا فإن مصطلح الإدارة الإستراتيجية يعتبر أوسع نطاقا من التخطيط الاستراتيجي، وله مدلولات إدارية أكبر.
إن المنظمات التي تتبنى أسلوب التخطيط الاستراتيجي غالبا ما تنجح في التخطيط لسلعها وأسواقها وخدماتها ولكنها تفتقر للاستراتيجيات والخطط اللازمة للقوى العاملة (الموارد البشرية) والتنظيم والبحوث والتطوير والمشتريات والإمدادات والتمويل والتغيير الاجتماع والسياسي”[22].
6-التفكير الاستراتيجي:يشير التفكير الاستراتيجي إلى توافر القدرات والمهارات الضرورية لقيام الفرد بالتصرفات الإستراتيجية وممارسة مهام الإدارة الإستراتيجية بحيث يمد صاحبه بالقدرة على فحص وتحليل عناصر البيئة المختلفة، والقيام بإجراء التنبؤات المستقبلية الدقيقة، مع إمكانية صياغة الاستراتيجيات واتخاذ القرارات المتكيفة في ظروف التطبيق والقدرة على كسب معظم المواقف التنافسية، بالإضافة إلى إدراك الأبعاد الحرجة والمحورية في حياة المنظمة والاستفادة من مواردها النادرة “[23].
7-الأهداف:هي النتائج النهائية المرغوبة من ممارسة الأنشطة المخططة أو إتباعا للاستراتيجيات المطبقة، وتحديد الأهداف ما الذي يجب إنجازه ومتى، كما يجب التعبير عنها في صورة كمية، وتختلف الأهداف عن الغايات (Goals) بأن الغاية هي عبارة عامة لما ترغب المنظمة في تحقيق دون أن يكون ذلك محدد بإطار زمنيا، أو أن يتم التعبير عنه كميا، على سبيل المثال قد تتمثل غاية منظمة ما في تحقيق الميزة والريادة السوقية”[24].
كما توجد مجموعة من المفاهيم المشابهة لمفهوم الإدارة الإستراتيجية، تناولنا بعضها في الجزء الأول من الأطروحة، وعموما فالإدارة الإستراتيجية تنهل من كل المفاهيم المشار إليها، مما يجعلها عنصرا افقيا في أشكال تدبير المنظمات.
الفرع الثاني: وظائف الإدارة الإستراتيجية في المنظمات
أصبحت الإدارة الإستراتيجية واحدة من الموضوعات التي تحدد نجاح أو فشل المنظمة، لذا فقد تم إيلاء هذا الموضوع الأهمية القصوى من قبل المنظمات، خاصة في ظل تعدد وتنوع أهداف الإستراتيجية ولم تعد المنظمة الاقتصادية قادرة على النمو والبقاء والاستمرار دون تمتعها بأبعاد إستراتيجية تكفل لها القدرة على استثمار الفرص ونقاط القوة، وتجنبها التهديدات ونقاط الضعف.
وكما تم الإشارة إلية سابقا فإن القادة في المنظمات يفكرون في كيفية إيجاد توجهات مستقبلية لمنظماتهم، وفي نفس الوقت يترجمون التطلع والتوجه المستقبلي إلى إدارة عملية، تفكر وتقرر كيف يمكن أن تصل بمنظماتهم إلى غاياتها، وبالتالي فإن للإدارة الإستراتيجية كممارسة أو تطبيق وظائف نجملها فيما يلي”[25].
- تحديد الغايات والأهداف بعيدة المدى للمنظمة.
- تختار خطة عمل لتخصيص الموارد المختلفة.
- تختار خطط عمل لتحقيق أهداف المنظمة.
- تضع صيغة لربط رسالة المنظمة وفلسفتها وغاياتها.
- تضع الخطط طويلة الأمد للتفاعل مع البيئة المنافسة لتحقيق أهداف المنظمة.
- تضع آلية لنقل المنظمة من وضعها الحالي إلى وضع مستقبلي مرغوب فيه.
- توجه قادة المنظمة لاتخاذ قرارات توجه المنظمة والأعمال لتحقيق الغايات التي اتفق عليها.
- تضع الخطط المحكمة والقرارات والأنشطة بمرور الزمن.
- تهتم بمفهوم الكفاءة أي دراسة الفرص والتهديدات واتخاذ المبادرات لمواجهتها.
- تترجم الغايات والأهداف للمنظمة إلى حقائق ملموسة.
- تقف على أنشطة المنافسين بعناية واهتمام كبيرين.
- تحدد نواحي القوة والضعف في المنظمة مقارنة بالمنافسين.
- تضع الخطط التي تعكس الغايات والأهداف والسياسات التي تحقق رسالة المنظمة.
- تحلل خيارات المنظمة بالتزاوج بين مواردها والبيئة الخارجية.
- توفر إطارا متكاملا موحدا للمديرين في المنظمة لاتخاذ القرارات الفعالة التي تؤثر على جميع الإدارات فيها.
- تهيئ مطابقة وملائمة بين المنظمة وبيئتها الخارجية.
- توفر إطارا فكريا للأعمال في المنظمة.
- تضع إطارا متسلسلا للقرارات وخطط العمل.
انطلاقا من كل هذه العناصر المستحضرة، والتي تفسر الوظائف الأساسية للإدارة الإستراتيجية، لا بد من إبراز أهمية الإدارة الإستراتيجية (الفقرة الاولى)، ثم توضيح فوائدها على مستوى تدبير وتسيير المنظمات (الفقرة الثانية)، ثم توضيح أهداف وخصائص وعناصر الإدارة الإستراتيجية على مستوى نشاط والبعد التنموي للمنظمة (الفقرة الثالثة).
الفقرة الأولى: أهمية الإدارة الإستراتيجية
لقد تطرق العديد من الكتاب والباحثين لأهمية الإدارة الإستراتيجية، وقد تعمق البعض حول فاعلية هذا النوع من الإدارات، وبالرغم من أن الإدارة الإستراتيجية تستهلك الموارد وهي عملية هامة للمنظمات كافة، وبالرغم من الطبيعة المربكة لعملية الإدارة الإستراتيجية إلا أن الفوائد المتأتية منها تفوق الصعوبات الناتجة عنها.فالإدارة الإستراتيجية تساعد في تطوير مفهوم واضح عن المنظمة وهذا بدوره يجعل من الممكن صياغة الخطط والأنشطة التي تقرب المنظمة من أهدافها، كما أن الإدارة الإستراتيجية تساعد المدراء من مواجهة التغيرات البيئية. فهي التي تحدد علاقة المنظمة مع بيئتها الخارجية والداخلية والتعامل معها على المدى البعيد، كما أنها تحدد كيفية تعامل المنظمة مع المنافسين، ومع بقية الأطراف التي تتعامل معها المنظمة”[26]،
وهذا ما أشارت إليه العديد من الدراسات الميدانية، لأهمية الإدارة الإستراتيجية من خلال الأسئلة التالية”[27]:
1-ما مدى عمق وتأثير المنظمة واستجابتها للظروف المستقبلية؟
2-ما هو اتجاه المنظمة واستجابتها للتغيرات البيئية؟
3-ما هي العناصر الأهم وذات الأثر الشمولي التي يجب أن تركز عليها المنظمة؟ ولماذا؟
4-كيف تصف المنظمة نتائجها المرغوبة في فترة قياسية؟
5-ماهي أفضل الطرق والوسائل التي يفترض أن تستخدمها المنظمة للوصول إلى النتائج المرغوبة؟
6-كيف يمكن للمنظمة أن تقيس تقدمها ونجاحها؟
7-كيف يمكن للمنظمة أن تعدل مطالبها؟
وهذا ما أشارت إليه العديد من الدراسات وتطرق اليه العديد من الكتاب والباحثين لأهمية الإدارة الإستراتيجية والذي تم تلخيصه في النقاط التالية:
- الإدارة الإستراتيجية تعتبر خارطة طريق لتحقيق النجاح، وذلك من خلال تحديد الرؤية والاتجاه الشمولي للمنظمة.
- توفير النوعية الجيدة من العمالة سواء الخبراء والمستشارين أو المدراء التنفيذيين.
- وضع خطط مرحلية كافية وملائمة للإدارة الإستراتيجية طويلة الأمد.
- تعطي الفرصة الأفضل والأوسع لدراسة بدائل أفضل لاختيار التمويل والموارد المالية والموارد البشرية الأفضل.
- تزود الإدارة الإستراتيجية مات الأعمال بالفكر الرئيسي لها، وهذا الفكر هو من أهم العناصر داخل المنظمة لما له من أهمية في تكوين كل من الأهداف والخطط والسياسات.
- يساعد استخدام مدخل الإدارة الإستراتيجية على توقع بعض القضايا التي يمكن أن تحدث داخل بيئة المنظمة أو في البيئة الخارجية، ووضع الاستراتيجيات الأزمة للتعامل مع مثل هذه القضايا وما يصاحبها من تغيرات.
- تفيد الإدارة الإستراتيجية في إعداد الكوادر للمستويات الإدارية العليا وذلك من خلال مشاركتهم وتدريبهم على التفكير في المشكلات التي يمكن مواجهتها عندما يتم ترقيتهم إلى مناصب إدارية عليا بالمنظمة.
- تفيد الإدارة الإستراتيجية المديرين في وضع الأولويات الملائمة مع القضايا الرئيسة المطروحة أمامهم.
- تعتبر الإدارة الإستراتيجية من القنوات الهامة للاتصال بين العاملين في المنظمة للتغلب على المشكلات التي يوجهونها وكذلك المشكلات التي تواجه منظمتهم.
- تساعد الإدارة الإستراتيجية على تدريب المديرين كي يكونوا قادة أكفاء بالإضافة إلى تنمية القدرات الإدارية لديهم والتي من شأنها إعطائهم قدرة أكبر في الإدارة.
- تساعد الإدارة الإستراتيجية المنظمة على وضع مقاييس دقيقة لرقابة الأداء وتقييمه.
ويرى الباحث أن الإدارة الإستراتيجية لها أهمية خاصة من خلال القدرة على استغلال الموارد والاستمرارية في الإدارة الإستراتيجية لأنها عملية ممنهجة تحتاج إلى عمل دؤوب ومستمر.
الفقرة الثانية: فوائد الإدارة الإستراتيجية
أن العديد من الفوائد التي تحصل عليها المنظمة جراء إتباعها منهجيات عملية في عمليات الإدارة الإستراتيجية والمتمثلة في الآتي:
التغلب على عدم التأكد والتغيير: إن المستقبل بما يحتويه من حالات عدم التأكد والتغيرات السريعة يجعل التخطيط ضرورة من أهم الضرورات.
تركيز الانتباه على الأهداف: نظرا لأن التخطيط والإدارة الإستراتيجية توجه نحو تحقيق الأهداف المتعلقة بالمنظمة فإن القيام بالتخطيط يؤدي إلى حالة عدم تشتت ويركز الانتباه على هذه الأهداف.
التشغيل الاقتصادي: تعمل الإدارة الإستراتيجية على خفض التكاليف بسبب اهتمامها الكبير بالكفاءة ألا وهو الاستغلال الأمثل للموارد.
تسهيل الرقابة: بدون التخطيط الإداري لا يوجد رقابة فالمدير لا يمكنه التأكد من أداء مرؤوسيه نظرا لعدم وجود معايير وأهداف مخططة يمكن استخدامها كمقياس للحكم.
وضوح الرؤية المستقبلة واتخاذ القرارات الإستراتيجية: تتطلب صياغة الإستراتيجية قدرا كبيرا من دقة توقع الأحداث المستقبلة والتنبؤ بمجريات الأمور والاستعداد لها، مما يمكن من تطبيقها وبالتالي نمو المنظمة…أي أن الإدارة الإستراتيجية تسمح للمنظمة بالاستعداد المسبق للمستقبل (بدلا من الاستجابة له فقط) والتأثير في الأنشطة المختلفة وبالتالي في ممارسة السيطرة على مستقبلها الخاص.
تاريخيا كانت الفائدة الأساسية للإدارة الإستراتيجية تنحصر: في مساعدة المنظمة الاقتصادية في عمل استراتيجيات جيدة من خلال استخدام الطريقة العقلانية في إيجاد الخيار الاستراتيجي. وبالرغم من أن ذلك لأزال يشكل ميزة أساسية في الإدارة الإستراتيجية، إلا أن الدراسات الحديثة تؤكد على أن العملية (Process) وليس القرار أو التوثيقهي المساهمة الأهم للإدارة الإستراتيجية، فالأسلوب والطريقة التي تمارس بها الإدارة الإستراتيجية تحتل أهمية استثنائية فالهدف الأساسي للعملية هو تحقيق الفهم والالتزام من قبل جميع العاملين (المدراء والموظفين) وقد يكون التفهم من بين أهم الفوائد للإدارة الإستراتيجية، متبوعا بالإخلاص، وحينها يفهم كل من المدير والموظف أو العامل ماذا تفعل المنظمة، ولماذا سيشعر كل منهم أنه جزء من هذه المنظمة وسيكون أكثر التزاما بمساعدتها في تحقيق أهدافها، وتشير الدراسات الميدانية إلى تزايد إيداعات العاملين عندما يستوعبوا ويدعموا رسالة المنظمة وأهدافها واستراتيجياتها”[28].
د-التأثير في الظروف الاقتصادية والاجتماعية ومتغيرات بيئتها في مدى استيعاب وفهم أفضل للمتغيرات البيئية سريعة التغير: تستطيع المنظمات الاقتصادية من خلال اعتمادها الإدارة الإستراتيجية الاستيعاب الأفضل البعيد قياسا في وضعها في المدى القصير، ومن ثم تستطيع استغلال الفرص المتاحة وتقليل أثر المخاطر بما يخدم نقاط القوة ويحجم نقاط الضعف داخليا.
ء-تحقيق النتائج الاقتصادية والمالية الجيدة: أثبتت الدراسات الميدانية أن المنظمات التي تستخدم الإدارة الإستراتيجية هي أكثر نجاحا من تلك التي لا تستخدم هذا الاختصاص، فهناك علاقة إيجابية بين النتائج الاقتصادية والمالية ومدى اهتمامها بإدارة استراتيجياتها طويلة المدى”[29].
م-تدعيم المركز التنافسي: تقوي الإدارة الإستراتيجية مركز المنظمة الاقتصادية في ظل الظروف التنافسية الشديدة، وتدعم مركز الخدمات والمنتجات والصناعات التي تواجه تغيرات تكنولوجية متلاحقة، كما تساعد المنظمة على الاستفادة من مواردها المتنوعة نظرا لاتساع سيطرتها الفكرية على أمور السوق.
ع-التخصيص الفعال للإمكانات والموارد: تساعد الإدارة الإستراتيجية على توجيه جهود المنظمة الاقتصادية بشكل جيد في المدى البعيد، كما تساعد في حسن استخدام مواردها وإمكاناتها بطريقة فعالة وبما يضمن استغلال نقاط القوة والتغلب على نواحي الضعف”[30].
الفقرة الثالثة: أهداف وخصائص وعناصر الإدارة الإستراتيجية
أولاً: أهداف الإدارة الإستراتيجية
تهدف الإدارة الإستراتيجية إلى تحقيق التفوق على المنافسين والحد من تأثيرهم على حصة المنظمة في السوق وزيادة وبناء مركز تنافسي قوي للمنظمة، وزيادة قيمة المنظمة من وجهة نظر العملاء وحملة الأسهم والمجتمع ككل، وفي سبيل ذلك تسعى إلى تحقيق الأهداف الآتية[31]:
1-تهيئة المنظمة داخليا بإجراء التعديلات في الهيكل التنظيمي والإجراءات والقواعد والأنظمة والقوى العاملة بالشكل الذي يزيد من قدرتها على التعامل مع البيئة الخارجية بكفاءة وفعالية.
2-اتخاذ قرارات هامة ومؤثرة تعمل على زيادة حصة المنظمة في السوق وتقوية مركزها التنافسي، وزيادة رضاء العملاء وتعظيم المكاسب لأصحاب المصلحة سواء كانوا من المساهمين أو المجتمع كله أو قطاع منه.
3-تحديد الأولويات والأهمية النسبية في وضع الأهداف طويلة الأجل والأهداف السنوية والسياسات والبرامج وإجراء عمليات تخصيص الموارد حسب هذه الأولويات.
4-زيادة فاعلية وكفاءة عملية اتخاذ القرارات الإستراتيجية والتنسيق والرقابة بين جميع الوحدات الوظيفية في المنظمة واكتشاف وتصحيح الانحرافات التي قد تحدث والعمل على الحد من تكراراها ومعالجتها قبل وقوعها وذلك لوجود معايير واضحة تتمثل في الأهداف الإستراتيجية.
5-إيجاد المقياس الموضوعي للحكم على كفاءة الإدارة ومعرفة مدى نجاحها في تحقيق الموضوعة، فالإدارة التي تفشل في تحقيق أهداف المنظمة هي إدارة فاشلة مهما كان حجم ما تدعيه من إنجازات وتطوير داخل المنظمة.
6-الاهتمام والتركيز على السوق والبيئة الخارجية بغرض استغلال الفرص والمكاسب التي تعود على المنظمة ودرء ومقاومة التهديدات والمخاطر التي قد تعترض المنظمة، وهو المعيار الأساسي الذي يحدد مدى نجاح المنظمة.
7-تجميع البيانات عن نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات وتحليلها والاستفادة من نتائجها في اكتشاف المشاكل قبل وقوعها والأخذ بزمام المبادة بدلا من أن تكون قرارات المنظمة هي رد فعل لقرارات واستراتيجيات المنافسين (أي المنظمات الأخرى).
8-إيجاد نظام للإدارة الإستراتيجية يستخدم الأساليب العلمية في حل المشاكل حتى يشعر العاملين بأهمية المنهج العلمي في حل المشكلات.
9-تشجيع اشتراك العاملين من خلال العمل الجماعي مما يزيد من التزام العاملين لتنفيذ الخطط التي اشتركوا في مناقشتها ووافقوا عليها، ويقلل من مقاومتهم للتغيير، ويزيد من فهمهم لأسس تقييم الأداء داخل المنظمة.
10-تسهيل عملية التنسيق والاتصال داخل المنظمة وزيادة فعاليتها والعمل على منع التعارض والاحتكاك بين الإدارات لوجود معايير وأهداف واضحة تستخدم للفصل بين وجهات النظر المختلفة.
11-تساهم في عملية الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة والعمل على توزيعها وتخصصيها بين البدائل المختلفة.
12-تساعد على اتخاذ قرارات رشيدة مبنية على معلومات صحيحة تعبر عن رسالة المنظمة الاقتصادية وتوحيد اتجاهاتها.
ثانيا: خصائص الإدارة الإستراتيجية
تتميز الإدارة الإستراتيجية بخصائص عدة يمكن إجمالها في النقاط التالية:
1-الآثار طويل الأمد: تحتاج الإدارة الإستراتيجية إلى نظرة طويلة الأمد حيث أنه يحدث تغيرات جوهرية هامة في المنظمة وهذا لا يظهر في الأجل القصير.
2-المشاركة الواسعة: تتطلب الإدارة الإستراتيجية لما لها من دور رائد في تطوير المنظمات إلى عمل جماعي يبدأ من الإدارة العليا ويمتد إلى العاملين وحتى الجمهور.
3-المرونة: تتميز الإدارة الإستراتيجية بالمرونة مع توفر الخطط البديلة لكي تستطيع مواجهة التغيرات المحتملة عند التنفيذ.
4-حشد الطاقات الكامنة والموارد: تسعى الإدارة الإستراتيجية لحشد جميع طاقات المنظمة الكامنة ومواردها المتاحة سواء الذاتية أو التي يمكن توفيرها من خارج المنظمة وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف المرسومة.
5-المستقبلية: الإدارة الإستراتيجية هي استقراء المستقبل من خلال قراءة معمقة للماضي والحاضر حيث تعتبر نظرة مستقبلية، والاستراتيجي أنه يضع الخيارات أمام المنظمة التي تسلكها في خطتها.
6-ترتيب الخيارات والأولويات: من الخصائص المهمة للعمل الاستراتيجي أنه يضع الخيارات أمام المنظمة الإستراتيجية التي تسلكها في خطتها التنفيذية وأنه يرتب البرامج التنفيذية حسب أولوياتها وأهميتها.
كما أن نجاح الخطة الإستراتيجية يرتبط إلى حد كبير بما تحويه من خصائص فردية ومتجددة ومرنة وقادرة على الاستجابة للتغيرات والمعطيات البيئية، كما أن الخطة بحد ذاتها لا يمكن جعلها أساسا للنجاح دون التدخل الفاعل لتطوير العمليات الناتجة عنها، إلا أن عملية الإدارة الإستراتيجية الناجحة تتمتع بمجموعة من الخصائص كالآتي:
1-الأفكار الواردة في الخطة يجب أن تستغل بمنظور هادف وواضح.
2-يجب أن تدعم بالعمل ولا تعتمد على تنبؤات.
3-تتسم بالشمولية والتكامل.
4-تطور من خلال فريق عمل متكامل.
يجب أن تراعي وجهات نظر العملاء وحاجات السوق.
5-نظرة بعيدة لواقع المنظمة (البيئة الداخلية) والأبعاد البيئة (البيئة الخارجية).
6-الابتعاد عن التفاصيل غير المبررة.
7-قادرة على اقتناص الفرص.
8-تتسم بالمغامرة والهجوم.
9-تتحلى بالتوسعية المنفتحة وليس الدفاع المنكمش.
10-تتحلى بالواقعية وليس مساومات سياسية.
11-تحتوي على معايير ومؤشرات واضحة.
12-عملية مستمرة وليست عملية عرضية.
ويرى البحث أن أهم خصائص الإدارة الإستراتيجية هو تحول الأهداف والأفكار الملموسة إلى واقع ملموس رقمي في أغلب الأحيان.
ثالثا: عناصر الإدارة الإستراتيجية
تتكون الإدارة الإستراتيجية من العناصر التالية”[32]:
1-وضع الإطار العام للاستراتيجيات.
2-دراسة العوامل البيئية المحيطة بالمنظمة سواء أكانت خارجية أو داخلية مع تحديد الفرص المتاحة والقيود المفروضة.
3-تحديد الأهداف والغايات.
4-وضع الاستراتيجيات البديلة والمقارنة بينها.
5-اختيار البديل الاستراتيجي الذي يعظم من تحقيق الأهداف في إطار الظروف البيئية المحيطة. ووضعها في شكل برامج زمنية.
6-وضع السياسات والإجراءات والقواعد والموازنات حيث يتم ترجمة الغايات والأهداف طويلة الأجل إلى أهداف متوسطة الأجل وقصيرة الأجل ووضعها في شكل برامج زمنية.
7-تقييم الأداء في ضوء الأهداف الاستراتيجيات والخطط الموضوعة مع مراجعة وتقييم هذه الاستراتيجيات والخطط في ضوء الظروف البيئية المحيطة.
8-استيفاء المتطلبات اللازمة لتنفيذ الإستراتيجية مع مراعاة تحقيق تكييف المنظمة مع التغيرات المصاحبة للقرارات الإستراتيجية.
ويرى الباحث أن من عناصر الإدارة الإستراتيجية هو الوصول إلى فلسفة عامة للمنظمة يتم من خلال تحديد مسار المنظمة لفترة طويلة من الزمن، كما يرى الباحث أيضا أن عملية الإدارة الإستراتيجية تتمثل في صياغة الإستراتيجية من خلال رؤية ورسالة وأهداف إستراتيجية رئيسة وفرعية واستراتيجيات وسياسات، مع مراعاة إمكانات المنظمة والقدرة على تحقيق تلك الأهداف.
خاتمة:
وحاصل القول أن الإدارة ترتبط دوما بنوعية النظام السياسي الذي يوجد في كل بلد، لأن مصلحة الدولة تقتضي التوفر أو الحصول على جهاز إداري بقصد تنفيذ قراراتها واستراتيجياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لهذا فإن أي أسلوب إداري حقق نتائج إيجابية في أي بلد معين في ظل ظروف ملائمة ساعدت على نجاحه، لا يعتبر بالضرورة مفيدا ومجديا لمجتمع آخر. فبالإضافة إلى مسألة ارتباط وظائف الإدارة بفلسفة السلطة العليا في كيفية ضبط أمور الدولة، هناك اختلافات جوهرية في نوعية الأنظمة السياسية، والإيديولوجيات العقائدية، والقيم الاجتماعية، والعقليات المجتمعية، والهيئات الحكومية التي تنفرد باتخاذ القرارات النهائية، ومصادر القوة الشرعية التي تكون الدعامة الأساسية للحكم القائم في كل بلد”[33].
وقد كشفت معظم التجارب، أن الإدارات العمومية لا ترقى في الغالب الأعم إلى مستوى الخطاب السياسي المعلن عنه في بلد معين أو توجهه الإيديولوجي. وما ساعد على ذلك كثرة التحولات الداخلية والخارجية التي ولدت ضغوطات وأزمات أدت إلى اتساع الفجوة بين الإرادة السلطوية والأجهزة التنفيذية.
إضافة إلى ذلك، فإن مجموعة من الاختلالات والنقائص طبعت الإدارات العمومية، خاصة في البلدان السائرة في طريق النمو، ومن ضمنها المغرب، ساهمت بشكل كبير في تأخر الإدارات العمومية لهذه البلدان عن الالتحاق بركب التطور الذي عرفته مثيلاتها في الدول المتقدمة.
لأجل ذلك، فإن السبيل الأمثل لتحقيق التقدم في الدول السائرة في طريق النمو، القيام بإصلاحات جوهرية وشاملة، تهدف إلى ملاءمة الجهاز الإداري للمهام الإستراتيجية التي تقوم بها الدولة، ومواكبة مختلف التطورات الوطنية والدولية وإن عامل الملاءمة مع السياق الجديد للدولة، يترجم الاتجاه نحو مراجعة دور الإدارة وإعادة ترتيب الأولويات، من خلال دعم دورها الاقتصادي والاجتماعي وتحسين علاقاتها مع مختلف الأطياف الاجتماعية على حساب مهامها الأمنية”[34].
وتقتضي ملاءمة الجهاز الإداري إدخال إصلاحات أساسية، باعتبارها مجهودات إدارية متكاملة يتم إعدادها لإحداث تغييرات أساسية على نظام الإدارة العامة، بهدف تحسين كفاءة الجهاز الإداري القائم بشرط ارتباط كل المجهودات بالعملية الكلية للتنمية والتقدم في المجتمع”[35]، إضافة إلى شرط جعلها عملية دائمة ومستمرة”[36].
وهنا تكمن أهمية الإدارة الإستراتيجية باعتبارها نظام يهدف إلى تجمع وتحليل البيانات عن البيئة الداخلية والخارجية للوصول إلى استراتيجيات يمكن استخدامها لزيادة حصة المنظمة في السوق وزيادة قيمتها من وجهة نظر العملاء والمساهمين والمجتمع ككل، ومدخلات هذا النظام هي البيانات المجمعة ونتائج تقييم الاستراتيجيات السابقة وآراء ومقترحات مديري المنظمة وإرشادات رسالة المنظمة باعتبارها الوثيقة الأساسية للتخطيط الاستراتيجي، وتخضع هذه المدخلات إلى(عملية)وتحليل يعتمد على المشاركة والابتكار وإطلاق العنان للأفكار( Brain storming)للوصول إلى حلول إستراتيجية تتناسب مع طبيعة المشكلات التي يظهرها التحليل، وعادة ما يتم التحليل في إطار القيود البيئية التي تظهرها البيئة الخارجية المتمثلة في فرص وتهديدات، وتتمثل مخرجات نظام الإدارة الإستراتيجية في شكل استراتيجيات كلية واستراتيجيات الوحدات الإستراتيجية والاستراتيجيات الوظيفية”[37].
المراجع باللغة العربية
محمد عبد الوهاب العشماوي: الإدارة الإستراتيجية في تنمية الموارد البشرية، طباعة، شركة الجلال للطباعة، الإسكندرية، مصر، 2010.
نبيل محمد مرسي، واحمد عبد السلام سليم: الإدارة الإستراتيجية، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، مصر، 2007م.
محمد احمد عوض: الإدارة الإستراتيجية-الأصول والأسس العلمية، الدار الجامعية، القاهرة، مصر، 2003م
عمر احمد عثمان المقلي: الإدارة الإستراتيجية، مطابع العملة، الخرطوم، السودان، 2003م.
إسماعيل محمد السيد: الإدارة الإستراتيجية – مفاهيم وحالات تطبيقية، المكتب العربي الحديث، الإسكندرية، مصر، 1993م.
فلاح حسن عدي الحسيني: الإدارة الإستراتيجية، دار وائل للنشر، عمان، الأردن 2000م.
نادية العارف: التخطيط الاستراتيجي والعولمة، الدار الجامعية، الإسكندرية، مصر، 2002م.
عدنان أمينة: الإدارة الإستراتيجية لمنظمات المستقبل مجلة التنظيم والعمل جامعة بسكرة، الجزائر، العدد3.
أحمد سيد مصطفى: الإدارة الإستراتيجية دليل المدير العربي الكبير والتغيير الاستراتيجي، الناشر المؤلف نفسه، القاهرة، مصر،2005م.
بتصرف من: على السلمي، سياسات واستراتيجيات الإدارة في الدول النامية، دار المعارف، القاهرة، مصر،1972م.
ثابت عبد الرحمن إدريس وجمال الدين محمد المرسى:الإدارة الإستراتيجية مفاهيم ونماذج تطبيقية، الدار الجامعية،القاهرة، مصر، 2003م.
ريم محمد صالح: تحليل البيئة الخارجية لتحديد الفرص والتحديات التي تواجه المؤسسات العربية في ظل بيئة متغيرة، مؤتمر التخطيط الاستراتيجي لتطوير أداء المؤسسات، دار السحاب للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2009م.
أحمد ماهر: دليل المدير خطوة بخطوة في الإدارة الإستراتيجية، الدار الجامعية بدون تاريخ نشر.
عبد الباري إبراهيم درة. د. ناصر محمد سعود: الإدارة الإستراتيجية في القرن الحادي والعشرين النظرية والتطبيق، دار وائل للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2014م.
مؤي ماجد مساعدة: الإدارة الإستراتيجية مفاهيم -عمليات -حالات تطبيقية، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمان الأردن،2013.
سعيد السالم: أساسيات الإدارة الإستراتيجية، الطبعة الأولى، دار وائل للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2005.
عمار بوحوش: نظريات الإدارة العامة، منشورات المنظمة العربية للعلوم الإدارية، جمعية عمال المطابع التعاونية، عمان، الأردن، 1980م.
يحيى الهامل: تحديث إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة بالمغرب، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام، جامعة محمد الأول، كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، وجدة، السنة الجامعية 2000م-2001م.
عبد الخالق ناصف: “الإصلاح الإداري”، مجلة الشؤون الإدارية، العدد 6، 1986م.
التقرير الاستراتيجي للمغرب 2000-2001، مجلة العلوم الاجتماعية، السنة 18، عدد 53-54، 2000م-2001م.
المراجع باللغة الاجنبية
W.Zimmer Man And B.Tregoe Top Management Strategy WhatIt And HowTo Make It Work . 1980.By Kepner .Tregoe Incp.18
الهوامش:
-[1]د. محمد عبد الوهاب العشماوي: الإدارة الإستراتيجية في تنمية الموار البشرية، طباعة، شركة الجلال للطباعة، الإسكندرية، مصر، 2010، ص11.
[2]-نبيل محمد مرسي، واحمد عبد السلام سليم: الإدارة الإستراتيجية، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، مصر، 2007م، ص11.
[3]-ناديا حبيب أيوب: مرجع سابق، ص428.
[4]– محمد احمد عوض: الإدارة الإستراتيجية-الأصول والاسس العلمية، الدار الجامعية، القاهرة، مصر، 2003م
[5]– عمر احمد عثمان المقلي: الإدارة الإستراتيجية، مطابع العملة، الخرطوم، السودان، 2003م، ص22.
[6]– إسماعيل محمد السيد: الإدارة الإستراتيجية – مفاهيم وحالات تطبيقية، المكتب العربي الحديث، الإسكندرية، مصر، 1993م، ص3.
[7]-فلاح حسن عدي الحسيني: الإدارة الإستراتيجية، دار وائل للنشر، عمان، الأردن 2000م، ص6,
[8]عبد السلام أبو قحف: مرجع سابق، ص20-21
[9]-عبد الحميد عبد الفتاح المغربي، مرجع سابق، ص30.
[10]نادية العارف: التخطيط الاستراتيجي والعولمة، الدار الجامعية، الإسكندرية، مصر، 2002م، ص6.
[11].أ.عدنان أمينة: الادرة الإستراتيجية لمنظمات المستقبل مجلة التنظيم والعمل جامعة بسكرة، الجزائر، العدد3، ص43
[12]. شيح عسري، دنفيرصالح،عذيبسليم،قبوره محمد: بحث حول الادارة الإستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي جامعة عبد الحميد بن، مستغانم، ص6
[13]أحمد سيد مصطفى: الإدارة الإستراتيجية دليل المدير العربي الكبير والتغيير الاستراتيجي، الناشر المؤلف نفسه، القاهرة، مصر،2005م، ص20.
[14]بتصرف من: على السلمي، سياسات واستراتيجيات الإدارة في الدول النامية، دار المعارف، القاهرة، مصر،1972م، ص14.
[15]-ثابت عبد الرحمن إدريس وجمال الدين محمد المرسى:الإدارة الإستراتيجية مفاهيم ونماذج تطبيقية، الدار الجامعية،القاهرة، مصر، 2003م، ص22.
[16]-عمرأحمد عثمان المقلي: مرجع سابق، ص26.
[17]-W.Zimmer Man And B.Tregoe Top Management Strategy WhatIt And HowTo Make It Work . 1980.By Kepner .Tregoe Incp.18
[18]-عمر أحمد عثمان المقلي: مرجع سابق، ص28.
[19]-محمد أحمد عوض: مرجع سابق، ص11.
[20]-ريم محمد صالح: تحليل البيئة الخارجية لتحديد الفرص والتحديات التي تواجه المؤسسات العربية في ظل بيئة متغيرة، مؤتمر التخطيط الاستراتيجي لتطوير أداء المؤسسات، دار السحاب للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2009م، ص138.
[21]-أحمد ماهر: دليل المدير خطوة بخطوة في الإدارة الإستراتيجية، الدار الجامعية بدون تاريخ نشر، ص23.
[22]-عمر أحمد عثمان المقلي: مرجع سابق، ص36.
[23]-عبد الحميدعبد الفتاح المغربي: مرجع سابق، ص45.
[24]-ثابت عبد الرحمن إدريس وجمال الدين محمد المرسى: مرجع سابق، ص43.
-[25]د. عبد الباري ابراهيم درة. د. ناصر محمد سعود: الادارة الإستراتيجية في القرن الحادي والعشرين النظرية والتطبيق، دار وائل للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2014م، ص77-78.
-[26]عبد لباري ابراهيم درة.د.ناصر محمد سعود: مرجع سابق، ص78,
[27]مؤيد سعيد السالم: أساسيات الإدارة الإستراتيجية، الطبعة الأولى، دار وائل للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2005، ص19-20.
-[28]مؤيد سعيد سالم، مرجع سابق، ص20
-[29]مؤيد سعيد السالم: المرجع السابق، ص20.
-[30]مؤيد سعيد السالم: مرجع سابق، ص21.
[31]حمد أحمد عوض، مرجع سابق، ص7.
[32]ماجد مساعدة: الإدارة الإستراتيجية مفاهيم -عمليات -حالات تطبيقية، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمان الأردن،2013،ص86.
[33]– عمار بوحوش: نظريات الإدارة العامة، منشورات المنظمة العربية للعلوم الإدارية، جمعية عمال المطابع التعاونية، عمان، الأردن، 1980م، ص. 3.
[34]– يحيى الهامل: تحديث إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة بالمغرب، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام، جامعة محمد الأول، كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، وجدة، السنة الجامعية 2000م-2001م، ص. 3- 4.
[35]– عبد الخالق ناصف: “الإصلاح الإداري”، مجلة الشؤون الإدارية، العدد 6، 1986م، ص. 7.
[36]– التقرير الاستراتيجي للمغرب 2000-2001، مجلة العلوم الاجتماعية، السنة 18، عدد 53-54، 2000م-2001م، ص. 263.
[37] –