مجلة مغرب القانونالقانون العاممراد عمران المدنيني: نماذج التخطيط الاستراتيجي -دراسة تحليلية-

مراد عمران المدنيني: نماذج التخطيط الاستراتيجي -دراسة تحليلية-

 الاسم: مراد عمران المدنيني
طالب بجامعة: سيدي محمد بن عبد الله
حاصل على شهادة الماستر تخصص:
 الإجازة تخصص:ادارة الاعمال
طالب بسلك الدكتوراه: العلوم الاقتصادية والتدبير


ملخص المقال بالعربية: 

يُعد التخطيط الاستراتيجي من الركائز الأساسية لضمان استدامة المؤسسات ورفع قدرتها التنافسية في بيئات متغيرة ومعقدة. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على أبرز نماذج التخطيط الاستراتيجي التي اعتمدت عليها المؤسسات عبر مختلف القطاعات، مع تحليل سياقات استخدامها ومجالات تطبيقها. من بين النماذج التي تناولها المقال: نموذج التحليل الرباعي (SWOT)، ونموذج بطاقة الأداء المتوازن (Balanced Scorecard)، إضافة إلى نموذج التخطيط بالسيناريوهات.

يستعرض المقال الخصائص المميزة لكل نموذج، ويركز على كيفية مواءمة هذه النماذج مع الأهداف العامة للمؤسسات، مع إبراز نقاط القوة والضعف في كل منها. كما يناقش الإشكالات المرتبطة بتطبيق هذه النماذج في السياقات الواقعية، خاصة في المؤسسات التي تواجه تحديات في الموارد أو ضعف في الثقافة التنظيمية الاستراتيجية.

ويخلص المقال إلى أن فعالية التخطيط الاستراتيجي لا تقتصر على اختيار النموذج الأنسب فحسب، بل تعتمد أيضًا على قدرة المؤسسة على التقييم المستمر للخطط، ومرونتها في التفاعل مع المتغيرات الداخلية والخارجية، مما يتطلب كفاءات بشرية مؤهلة، ونظامًا مؤسسيًا قادرًا على التكيف والتطوير.


Article Summary in English:

Strategic planning is one of the fundamental pillars for ensuring organizational sustainability and enhancing its competitiveness in changing and complex environments. This article aims to highlight the most prominent strategic planning models relied upon by organizations across various sectors, while analyzing their contexts of use and areas of application. Among the models discussed in the article are the SWOT analysis model, the balanced scorecard model, and the scenario planning model.

The article reviews the distinctive characteristics of each model, focusing on how these models align with the overall objectives of organizations, highlighting the strengths and weaknesses of each. It also discusses the challenges associated with applying these models in real-world contexts, particularly in organizations facing resource constraints or weak strategic organizational culture.

The article concludes that the effectiveness of strategic planning is not limited to selecting the most appropriate model alone, but also depends on the organization’s ability to continuously evaluate plans and its flexibility in responding to internal and external variables. This requires qualified human resources and an organizational system capable of adapting and developing.


مقدمة:

يعد التخطيط الاستراتيجي أحد أهم الأدوات التي تستخدمها المؤسسات لتحقيق أهدافها وتوجيه مواردها بشكل فعال نحو المستقبل. في عصر يتسم بالتغيرات السريعة والتحديات المتزايدة في البيئات الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية، أصبح من الضروري على المؤسسات تطوير استراتيجيات مرنة وقابلة للتكيف. هذه المرونة تتيح لها الاستجابة السريعة للتغيرات، مما يعزز قدرتها على البقاء والنمو في بيئة تنافسية.

تأتي نماذج التخطيط الاستراتيجي كإطار عمل يُسهم في تحليل الوضع الحالي، واستشراف المستقبل، واتخاذ القرارات الصحيحة بناءً على بيانات وتحليلات دقيقة. تستخدم هذه النماذج أدوات وأساليب مختلفة، مثل التحليل الكمي والنوعي، لدراسة العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة في الأداء المؤسسي. من خلال هذه الأدوات، يمكن للمؤسسات فهم نقاط قوتها وضعفها، بالإضافة إلى الفرص والتحديات التي تواجهها.

تساهم نماذج التخطيط الاستراتيجي أيضًا في تحسين التنسيق بين مختلف أقسام المؤسسة. حيث توفر إطارًا موحدًا لتحديد الأهداف الاستراتيجية، مما يسهل التواصل بين الفرق ويعزز التعاون. كما أنها تُعزز من قدرة المؤسسة على تحديد أولوياتها، مما يضمن تخصيص الموارد بشكل فعال لتحقيق الأهداف المرجوة.

في هذه الورقة، سنتناول أبرز نماذج التخطيط الاستراتيجي المستخدمة في المؤسسات، مع التركيز على كيفية ملاءمتها للبيئة التي تعمل فيها..

من خلال تحليل هذه النماذج، سنسلط الضوء على كيفية اختيار النموذج المناسب وتطبيقه بشكل فعّال، مما يُسهم في تعزيز قدرة المؤسسات على التكيف مع التغيرات وتحقيق النجاح المستدام. سيُظهر هذا البحث أهمية التخطيط الاستراتيجي كأداة أساسية في تحقيق التميز المؤسسي والاستجابة للتحديات المستقبلية.

أولاً: أهمية التخطيط الاستراتيجي

1- أهمية التخطيط الاستراتيجي

هو عمليةٌ منهجيةٌ تساعدُ المنظمة على تحديد الأولويات، وتركيز الطاقة والموارد، والتأكد من أن الموظفين وأصحاب المصلحة الآخرين يعملون لتحقيق أهدافٍ مشتركةٍ، وتقييم وضبط اتجاه المنظمة استجابةً للبيئة المتغيرة.

وتتلخّص أهميّته وفقاً للنقاط الآتية:

  • المُساهمة في تحديد إطارٍ زمنيٍّ لتطبيق العمل من خلال الاعتماد على وضع خطة استراتيجيّة مناسبة تساهم في تصميم الخطوات الخاصّة به.
  • المُشاركة في تحويل الأعمال المُخطّط لها إلى أشياء قابلةٍ للقياس والتطبيق حتى يتمّ تحقيق المعرفة الكافية في الحصول على النتائج المقبولة.
  • المساعدة في المحافظة على رأس المال من خلال مُراجعة الأداء المالي للعمل، والحرص على توفير التحديثات الدائمة له، ممّا يُساهم في تحقيق أفضل النتائج، والتأكد من أنّ العمل يسير على الطريق الصحيح.
  • صناعة الخدمات والوسائل الماليّة التي تُراعي التغيرات المؤثرة على العمل في ظلِّ المناخ الاقتصادي السائد.
  • الاعتماد على الاستعانة في الخبرة العمليّة، والأسلوب الدقيق في تطبيق التخطيط في الجانب العملي من العمل.

2- تعريف التخطيط الاستراتيجي

التخطيط الاستراتيجي هو عملية منهجية تقوم بها المؤسسات لتحديد رؤيتها المستقبلية وأهدافها بعيدة المدى، ووضع استراتيجيات وخطط عمل لتحقيق هذه الأهداف. يتضمن التخطيط الاستراتيجي تحليل البيئة الداخلية والخارجية للمؤسسة، وتحديد نقاط القوة والضعف، وكذلك الفرص والتهديدات، ثم بناء خطط واستراتيجيات تعتمد على هذا التحليل لضمان النجاح المستدام.

3-يتميز التخطيط الاستراتيجي بما يلي:

  • التركيز على المستقبل: يهدف إلى توجيه المؤسسة نحو تحقيق رؤية مستقبلية واضحة. المدى الطويل: يركز على الأهداف طويلة المدى بدلاً من الحلول السريعة أو قصيرة المدى.
  • التكامل: يشمل جميع مستويات المؤسسة ويعمل على توجيه الموارد بشكل متكامل لتحقيق الأهداف المشتركة.
    المرونة: يجب أن يتسم بالمرونة ليتمكن من التكيف مع التغيرات في البيئة الداخلية والخارجية.
  • التخطيط الاستراتيجي يساعد المؤسسات في التكيف مع التحديات المستقبلية ويزيد من قدرتها على المنافسة وتحقيق النجاح المستدام.

ثانيا: نماذج التخطيط الاستراتيجي:

نماذج التخطيط الاستراتيجي هي أداوات تقنية تُستخدم كنقطة انطلاق في تجسيد مختلف عناصر الاستراتيجية، فمن خلاله يمكن إنشاء مستند أو وثيقة تتضمن الخطة التي توضح كيف يمكن للمؤسسة تحقيق أهدافها، وبعد الانتهاء من إعداده لا بد من مشاركته بين جميع أقسام المؤسسة ومع المستثمرين .
وإليكم فيما يلي بعض نماذج التخطيط الاستراتيجي بصيغ متعددة:

مقال قد يهمك :   لأول مرة: قرار تاريخي للمحكمة الأمريكية العليا يعتزم إلـــغاء حق الإجهاض

1- النموذج الأول  سوات (SWOT)

هو نموذج تحليل يساعد المؤسسات على تطوير استراتيجياتها وفهم مميزاتها التنافسية ويحدد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تتعرض لها اعمال المؤسسات. يُعدّ تحليل سوات نموذجًا تقييميًا أساسيًا يقيس ما يمكن/لا يمكن للمنظمة القيام به، بالإضافة إلى فرصها والتهديدات المحتملة التي تواجهها.

1-1عناصر نموذج سوات

القوة:
تمثل القوة العوامل الإيجابية والمميزات الداخلية التي تميز المؤسسة عن المنافسين . تشمل : الخبرةالقوة الموارد المالية، والسمعة الجيدة، والمهارات الفريدة للفريق، ، الصورة الذهنية الرائجة للعلامة التجارية، العروض الفريدة لمنتجاتك والتكنولوجيا المتقدمة، وأي جانب إيجابي يمنح المؤسسة ميزة تنافسية.

الضعف:
تعبر عن العوامل السلبية أو النقاط الضعيفة في هيكل المؤسسة قد عرضك للمخاطر وربما تمنعك من استغلال الفرص ما تُعد نقاط الضعف عوامل داخلية مثل نقص في التمويل، أو ضعف في البنية التحتية، أو نقص في المهارات اللازمة لتحقيق الأهداف.

• الفرص:
تمثل الفرص العوامل الإيجابية في البيئة الخارجيةأي انها لا تخضع لسيطرتك ولا يمكن تغييرها والتي يمكن للمؤسسة استغلالها لتحقيق نجاح أو نمو. تشمل الفرص اتجاهات السوق الجديدة، وتغيرات في اللوائح التنظيمية، والابتكارات التكنولوجية، وأي تطور يمكن أن يفتح أفقًا جديدًا.

• التهديدات :
• تعبر عن العوامل السلبية في البيئة الخارجية التي قد تشكل تحديًا أو تهديدًا للمؤسسة وقد تشمل كل ما يؤثر سلبًا على عملك. على سبيل المثال، التغيير في السياسات الحكومية زيادة المنافسة، الركود الاقتصادي ،التحول في سلوك العملاء

2- النموج الثاني التخطيط بالسيناريو (Scenario planning )

التخطيط بالسيناريو هو أداة يمكنك استخدامها لاستكشاف النتائج المستقبلية المحتملة المختلفة ومساعدة المؤسسات على اتخاذ قرارات أفضل في الوقت الحاضر. إنه ينطوي على إنشاء “سيناريوهات” متعددة بالسيناريو و يعتبر التخطيط بالسيناريو تخطيط هرمي أو شجري، يبدأ من إحتمال رئيسي إلى إحتمالات فرعية وتتفرع منها أيضاً إحتمالات فرعية اخرى وهكذا.ويحكم هذا التفرع من الاحتمالات، طريقة لإختيار الإحتمال الأفضل حسب الأهمية، حتى لا تزداد الخطة في تفرعات ليست ذات جدوى

1-2خطوات نموذج التخطيط بالسيناريو:

تحديد الاحتمالات الرئيسية :
يتم تحديدالاحتمالات الرئيسية وغالبا ما تكون قليلة العدد من إحتمالين إلى ثلاثة وبالأكثر أربعة، حسب عدد العوامل المؤثرة في المؤسسة
تحديد الاحتمالات الفرعية:
وذلك بوضع إحتمالات متفرعة من كل إحتمال رئيسي، ويمكن التفرع من الإحتمال الفرعي الواحد إلى إحتمالات فرعية عديدة.
تحديد النسب المئوية لكل الاحتمالات:
وذلك بوضع نسب من الإحتمال الرئيسي إلى الإحتمالات الفرعية والمتفرع منها، كتقييم للاحتمال ومدى إمكانية تحققه
إعطاء النسب لكل احتمال:
بناءاً على معلومات وخبرات وليس على العواطف، وهنا تكمن الصعوبة الكبرى، وهي أن تعطي الاحتمالات الرئيسية ثم الفرعية ثم ….

3-النموذج الثالث برايسون : (Bryson Model)

(Bryson Model) هو نموذج للتخطيط الاستراتيجي، طوره الباحث الأمريكي جون برايسون (John M. Bryson) ويستخدم على نطاق واسع في المنظمات غير الربحية والحكومية، لكنه قابل للتطبيق في القطاعات الخاصة أيضًا. يركز هذا النموذج على إشراك جميع الأطراف المعنية ويعتمد على تحليل البيئة الداخلية والخارجية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.

يعتبر نموذج برايسون شاملاً ومتكاملاً، حيث يأخذ في الاعتبار الأبعاد المختلفة للمنظمة ويشجع على التفكير الاستراتيجي من خلال إشراك القيادة، الموظفين، وأصحاب المصلحة.

1-3خطوات نموذج برايسون للتخطيط الاستراتيجي:

-تهيئة المبادرة الاستراتيجية:

تبدأ العملية بتحديد الدافع للتخطيط الاستراتيجي. يجب أن يكون هناك وضوح حول لماذا يتم التخطيط وما هي الفوائد المتوقعة. يتطلب هذا توجيه دعم القيادة العليا، وتحديد فريق العمل المسؤول عن التنفيذ.

-تحديد الأهداف الاستراتيجية الأساسية:

يتم تحديد الأهداف الاستراتيجية الكبيرة التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها. الأهداف قد تكون تتعلق بالتوسع، التحسين التنظيمي، أو تقديم خدمات جديدة. من المهم أن تكون الأهداف واضحة وقابلة للقياس.

-تحليل أصحاب المصلحة:

في هذه الخطوة يتم تحديد وتحليل جميع الأطراف المعنية أو أصحاب المصلحة (Stakeholders) الذين يؤثرون في المنظمة أو يتأثرون بها. يتم فهم احتياجاتهم وتوقعاتهم، بالإضافة إلى التأثير الذي يمكن أن يحدثوه في نجاح الاستراتيجية

-تحليل البيئة الخارجية والداخلية:

  • البيئة الداخلية: تشمل تحليل الموارد، القدرات، العمليات الداخلية، نقاط القوة والضعف.
  • البيئة الخارجية: تشمل تحليل التهديدات والفرص من خلال أدوات مثل تحليل PESTEL ( السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، التكنولوجي، البيئي، القانوني).

تحليل نقاط القوة، نقاط الضعف، الفرص، والتهديدات، يساعد على الربط بين البيئة الداخلية والخارجية.

– صياغة الاستراتيجية:

بناءً على التحليلات السابقة، يتم وضع الاستراتيجيات التي تساعد المنظمة في تحقيق أهدافها الاستراتيجية. تشمل الاستراتيجيات كيفية الاستفادة من الفرص وتقليل التهديدات، وتعزيز نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف.

– تحديد الأولويات والبرامج:

بعد تحديد الاستراتيجيات، يتم ترتيبها حسب الأولوية وتحديد البرامج أو الأنشطة التي يجب تنفيذها لتحقيق هذه الاستراتيجيات. يتم هنا تحديد الموارد المطلوبة والمسؤوليات وتحديد جداول زمنية للتنفيذ.

-وضع خطة العمل:

يتم ترجمة الاستراتيجيات والأولويات إلى خطة عمل تنفيذية واضحة، تتضمن الأهداف قصيرة الأجل وطويلة الأجل، بالإضافة إلى توزيع الأدوار والمهام.

– تنفيذ الاستراتيجية:

في هذه الخطوة يتم تنفيذ الاستراتيجيات والبرامج وفقاً لخطة العمل الموضوعة. يجب أن تكون هناك عمليات إشراف وإدارة فعالة لضمان تنفيذ الخطط بكفاءة.

– التقييم والمراجعة:

يتم تقييم التقدم بشكل دوري من خلال قياس النتائج المحققة مقارنة بالأهداف المحددة. إذا كانت هناك حاجة إلى تعديلات، يتم تعديل الاستراتيجية أو خطة العمل بناءً على التقييمات المستمرة.

– التكيف والتعلم المستمر:

بناءً على التقييمات السابقة، يتم إجراء تغييرات أو تعديلات على الاستراتيجية. يتطلب ذلك التعلم المستمر من الأخطاء والنجاحات وتطوير استراتيجيات مرنة للتكيف مع الظروف المتغيرة.

2-3مزايا نموذج برايسون:

  • – التركيز على المشاركة: يشجع النموذج على إشراك جميع أصحاب المصلحة في عملية التخطيط، مما يزيد من الدعم والتنفيذ الفعال.
  • -المرونة والتكيف: النموذج يسمح للمنظمات بالتكيف مع التغيرات في البيئة الخارجية.
  • -التفكير الاستراتيجي المنظم: يوفر نموذج برايسون إطاراً يساعد المنظمات على التفكير بطريقة منهجية واستراتيجية لتحقيق أهدافها.
  • – التقييم المستمر: يساعد في تحسين الأداء

4- النموذج الرابع : بطاقة الأداء المتوازن

1-4تعريف بطاقة الأداء المتوازن (BSC)

يشير مصطلح بطاقة الأداء المتوازن (BSC) إلى مقياس أداء الإدارة الإستراتيجية المستخدم لتحديد وتحسين وظائف الأعمال الداخلية المختلفة وتقييم نتائجها الخارجية الناتجة.

مقال قد يهمك :   المساواة بين الرجل و المرأة في صرف "معاش بعد الوفاة "

بالإضافة لذلك؛ بطاقة الأداء المتوازن هي أداة من أدوات قياس وتقديم الملاحظات للمؤسسات، وهي شائعة بين الشركات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وأوروبا .

حيث يعد جمع البيانات أمرًا بالغ الأهمية لتوفير نتائج كمية حيث يقوم المديرون والمسؤولون التنفيذيون بجمع المعلومات وتفسيرها بطريقة تجعلهم قادرون على اتخاذ قرارات أفضل لمستقبل شركاتهم.

تدعو بطاقة قياس الأداء المتوازن الشركات بشكل أساسي إلى إنشاء مجموعة من المقاييس الداخلية التي تساعدهم على تقييم أداء أعمالهم في 4 مجالات أو منظورات رئيسية:

– التدفق المالي:
قد تشمل التدفق النقدي أو أداء المبيعات أو العائد المالي.
– العملاء:
يمكن باستخدام هذا نموذج أن نكسب رضا العملاء من خلال: ارتفاع النسبة المئوية للمبيعات من المنتجات الجديدة أو التسليم في الوقت المحدد أو ازدياد صافي نقاط الربح أو حصة المحفظة.
– المهام الداخلية:
قد يشمل ذلك قياس أشياء مثل: تكاليف الوحدة، وأوقات الدورات، والعائد، ومعدلات الخطأ، وما إلى ذلك.
– التعلم والنمو:
ومن الأمثلة على دور بطاقة الأداء المتوازنة في هذا المجال: درجات مشاركة الموظفين، ومعدلات الاحتفاظ بالموظفين ذوي الأداء العالي، وزيادة مهارات الموظفين، وما إلى ذلك.

2-4خصائص نموذج بطاقة الأداء المتوازن (BSC):

يتم جمع المعلومات وتحليلها من المنظورات الأربعة:
– يتم تحليل التعلم والنمو من خلال التحقيق في موارد التدريب والمعرفة، تتناول هذه المرحلة الأولى كيفية التقاط المعلومات بشكل جيد ومدى فعالية استخدام الموظفين لتلك المعلومات لتحويلها إلى ميزة تنافسية داخل الشركة.
– يتم تقييم العمليات التجارية من خلال التحقق من جودة تصنيع المنتجات، ويتم تحليل الإدارة التشغيلية لتتبع أي فجوات أو تأخيرات أو نقص أو هدر .
– يتم جمع وجهات نظر العملاء لقياس رضا العملاء عن الجودة والسعر وتوافر المنتجات أو الخدمات، وبالتالي يقدم العملاء ملاحظات حول رضاهم عن المنتجات الحالية.
– تُستخدم البيانات المالية، مثل المبيعات والنفقات والدخل لفهم الأداء المالي، قد تتضمن هذه المقاييس المالية النسب المالية أو الفروق في الميزانية أو أهداف الدخل.

3-4 فوائد تطبيق بطاقات الأداء المتوازنة؟

تخدم المناظير الأربعة لبطاقة الأداء المتوازن عددًا من استراتجيات إدارة الأداء:

أولاً؛ تساعد أبعاد بطاقة الأداء الشركات على موازنة أنشطتها وتحقيق الدوافع الرئيسية لنجاح الأعمال، كما أنها تجبر الشركات على تخصيص مقاييس ملموسة لكل منظور، مما يزيد من المساءلة وتقييم الأداء.

بالإضافة لذلك؛ تعتبر بطاقة الأداء المتوازن أيضًا كأسلوب عمل لتوصيل إستراتيجية الشركة لأصحاب المصلحة الأوسع.

وأيضاً تمنح البطاقة الموظفين القدرة على إدخال المعلومات في تقرير واحد، مما يوفر الوقت والمال والموارد.

كما تسمح للشركات بتتبع أدائها في الخدمة والجودة بالإضافة إلى تتبع بياناتها المالية،

بالإضافة لذلك؛ تسمح بطاقات قياس الأداء أيضًا للشركات بالتعرف على أوجه ضعف الأداء وتقليلها.

وأخيراً؛ أظهرت إحدى الدراسات أن ما يقارب 64٪ من الشركات في الولايات المتحدة تستخدم بطاقة الأداء المتوازن لقياس أداء الأعمال، وتكمن فائدة هذه البطاقة في أنها تساهم في تحقيق الأرباح من خلال مؤشرات الأداء KPIs .

4-4كيفية تطبيق بطاقة اﻷداء المتوازن:

قبل أن نتعمق في تفاصيل كيفية تنفيذ بطاقة الأداء المتوازن لشركتك، نحتاج إلى إلقاء نظرة على الأخطاء التي يرتكبها الأشخاص في كثير من الأحيان:
الخطأ الكبير الذي يرتكبه الناس عند تنفيذ بطاقة الأداء المتوازن، يكمن في نظرة الكثير من الأشخاص إلى بطاقة الأداء المتوازن على أنها 4 منظورات بسيطة يمكنك بسهولة تحقيق أهدافك من خلالها.

وعندما يتخيلون بطاقة الأداء المتوازن، فإنهم يفكرون بأنها تشبه هذا الرسم التخطيطي:

منظورات بسيطة ترتبط ببعضها البعض لتعطيك بطاقة أداء متوازن لأداء عملك، ويحتوي كل منظور على قائمة بالأهداف الاستراتيجية، والمشروعات، ومؤشرات الأداء الرئيسية، والهدف النهائي هو محاولة تحقيق التوازن بين كل منظور وتحقيق أداء أفضل، للأسف؛ يكمن في تنفيذ بطاقة الأداء المتوازن على هذا الشكل خطأ جوهريًا .
ليست بطاقة الأداء المتوازن ذات الأبعاد الأربعة سلسلة من وجهات النظر الموزونة بشكل متساوٍ، إنها بالأحرى عملية تبدأ من الأسفل وتعمل صعودًا من خلال كل منظور بهدف تقديم أعلى المكاسب المالية.
يفتح كل منظور قدرتك على تقديم أداء فعال بكفاءة عالية، لذا بدلاً من تطبيق الرسم التخطيطي أعلاه؛ تحتاج إلى تصور بطاقة الأداء المتوازن من وجهة نظر تخطيط الإستراتيجية.
هناك طريقة أخرى للتفكير في بطاقة الأداء المتوازن وهي كسلسلة من الخطوات الرائدة والأوسع نطاقًا لأنها تنطبق أيضًا على أهدافك ومشاريعك الإستراتيجية في الشركة.

5-4 الإستراتيجية الأفضل لتطبيق بطاقة الأداء المتوازن تكون على الشكل الآتي:

(التعلم والنمو، العمليات الداخلية، رضا العميل)
هذه الخطوات الأولية العظيمة في الاستراتيجية، تسهل عليك الوصول إلى الخطوة الأخيرة وهي تحقيق النجاح في أدائك المالي.

للتعرف على كيفية تطبيق بطاقة الأداء المتوازنة دعونا نعمل من خلال النظرية الكامنة وراء تنفيذ عمليات بطاقة الأداء المتوازن عن طريق الخطوات التالية:

ستحدد قدرتك على التعلم والنمو بشكل مباشر قدرتك على إدارة عملياتك الداخلية بشكل أفضل، في المقابل؛ مع تحسن عملياتك الداخلية، سيكون لهذا تأثير إيجابي على رضى عملائك بالإضافة إلى تقليل التكاليف، وستؤدي الفائدة المتراكمة لهذه التكلفة المنخفضة إلى زيادة مشاركة العملاء في شراء منتجك وبالتالي زيادة المبيعات مما سيوصلك إلى هدفك النهائي؛ زيادة الأرباح والعائد المالي.

يؤدي بناء المنظورات بالترتيب الصحيح إلى النجاح عند تنفيذها بهذه الطريقة، يمكن أن تكون بطاقة تقييم وقياس الأداء المتوازن قوية للغاية في مساعدة شركتك على:
إنشاء خارطة طريق ملموسة من “الوضع الحالي” إلى “الحالة المستقبلية” الأكثر نجاحًا
– تحديد الحواجز الرئيسية والمجالات التي تفتقر فيها إلى الكفاءات الأساسية للانتقال إلى المرحلة التالية.
– توضيح طريقة الوصول لأهداف الشركة بشكل مباشر.
– تحديد أولويات الأنشطة التجارية بالترتيب للسماح بالتقدم السريع خلال المراحل.
– تحقيق الأرباح.

5- نموذج الخامس ستنر للتخطيط الاستراتيجي(Center s Strategic Planinig Model):

– نموذج ستنر من النماذج القوية في التخطيط ويتميز بالمرونة وتم كتابته في عام 1979 وهو يطرح نموذجا شاملا لعناصر وعمليات التخطيط الاستراتيجي ويطلق ستينر على هذا النموذج النموذج الوظيفي للتخطيط الاستراتيجي ,فهو كما يقول يشتمل على المكونات والعمليات الاساسيه للتخطيط الاستراتيجي وهو قابل للتعديل والتغيير حسب ظروف الاداره التعليمية , وقابل للاستخدام في المنظمات والمؤسسات الربحية وغير الربحية.

مقال قد يهمك :   إدريس فجر: إصلاح القضاء وتكنولوجيا القضاء .. أية علاقة؟

ويتكون هذا النموذج من ثلاث مراحل رئيسية هي : مرحلة المقدمات المنطقية , مرحلة اعداد الخطة , مرحلة التطبيق والمراجعة … ويمكن تلخيص هذه المراحل كما يلي : مراحل التخطيط في نموذج ستينر:

1-5 المقدمات المنطقية :

وتنقسم هذه المرحلة بدورها إلى عمليتين , الأولى تهتم برصد الجهود المبذولة في عمليات التفكير المؤسسي في التخطيط ونوع المعلومات الاساسية التي يمكن إن نستند إليها في تنفيذ الخطط .ويطلق على هذه المرحلة “مرحلة التخطيط للتخطيط Planning for Planning ” .. وتركز العملية الثانية على دراسة الوضع الراهن بجمع البيانات المتعلقة بالتوقعات الخاصة بالاهتمامات الخارجية والاهتمامات الداخلية والماضي والحاضر والتنبؤ بالأداء المستقبلي وتوقع الفرص والمخاطر البيئية الخارجية في إطار ايجابيات المؤسسة وسلبياتها .

2-5تشكيل الخطط :

تشمل المرحلة الثانية رصد الوضع الراهن ,ثم وضع استراتيجيات مثالية أو متكاملة واستراتيجيات للبرنامج ,وتضم الاستراتيجيات المثلى : الانشطه الاساسيه والأهداف ,والسياسات ,وتنظيم المصادر ,والاستفادة بها في المشروعات التي تتفاعل مع الانشطه الرئيسة ,وعموما تستهدف تلك الخطوة تدعيم المؤسسة أو المنظمة وتحديد أو بيان أهدافها .
الاساسيه وتصميم الوسائل الأكثر فعاليه لتحقيق هذه الأهداف .ومع الوصول إلى ألاستراتيجيه المثالية تتجه إلى تطوير خطط أو برامج متوسطه المدى تكون محققه لوصف كامل الاليه تنفيذ ألاستراتيجيه المثالية , ثم تأتي الخطط طويلة المدى , والتي تتضمن تحليلا تنفيذيا للخطط متوسطه المدى .

3-5التنفيذ والراجعة :

وهي تعرف بمرحله التنفيذ والمراجعة , وتشتمل على جميع الانشطه الاداريه بما تمويه من الدافعية والرقابة والتقويم , وفي هذا الصدد يأتي اهتمام الاداريه العليا بالخطط والنتائج على قمة العوامل التي تعزى اليها المقدرة على انتاج خطط مميزة .
وعلى جانب آخر فلقد أوضح ستينر ان هناك أربعه مداخل مختلفة بشكل جوهري يمكن اتباعها في تنفيذ التخطيط الاستراتيجي وهي :
-مدخل التخطيط من اعلى الى اسفل : وفيه تبدأ عملية التخطيط بواسطة كبار المسئولين وتتدرج لاسفل .. ويتميز هذا المدخل بأن مسئولي الادارة العليا تكون لديهم الامكانية على تحديد الاتجاه الذي يجب ان تسير فيه المؤسسة . ويعطون الخطوط العريضة لرؤساء الاقسام لوضع ذلك في اعتبارهم .
– مدخل التخطيط من اسفل الى اعلى : وفيه لايقدم مسئولين الادارة العليا الخطوط الارشادية لرؤساء الاقسام .
– المدخل المختلط : وفيه يتم اتباع المدخلين السابقين .
– مدخل الفريق : ويتم من خلال فريق يتم اختياره للقيام بهذه المهمة .

5-4هي مرحلة الخطة متوسطة المدى:

وفيها يتم كتابة الخطة بمقاييس قابلة للتنفيذ ومقارنتها عند تحقيقها بعد 5 أو 7 سنوات مثلا.
5-6 وهي مرحلة التطبيق:

ويتم فيها توزيع المهام والأدوار وعند تنفيذ هذه المهام وجمعها سيتم تنفيذ خطوات متتالية من الخطط القصيرة المدى وعند تنفيذ الخطط قصيرة المدى يتم تنفيذ الخطط المتوسطة المدى إلى الوصول إلى الهدف.

5-7هي مرحلة التقويم والمراجعة
وذلك من خلال المرونة في التنفيذ والتعديل والتطوير والتي تتم وفق منهجية واضحة لاستدامة المشروع والمنظم

الخاتمة:

في الختام، تعد نماذج التخطيط الاستراتيجي أدوات أساسية لدعم المؤسسات في تحقيق أهدافها على المدى الطويل وتوجيه مواردها بكفاءة. من خلال استخدام هذه النماذج، مثل تحليل SWOT، ، والتخطيط بالسيناريو، ونموذج برايسون، ونموذج ستترو، وبطاقة الأداء المتوازن، تستطيع المؤسسات تحديد نقاط القوة والضعف، واستغلال الفرص، والتصدي للتهديدات بفعالية.

تتجلى أهمية التخطيط الاستراتيجي في قدرة المؤسسات على التكيف مع التغيرات البيئية والتنافسية، مما يسهم في تعزيز مرونتها واستجابتها لمتطلبات السوق. يوفر التخطيط الاستراتيجي إطارًا شاملًا يسمح بإجراء تحليلات دقيقة، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات مستنيرة تستند إلى بيانات وحقائق. من خلال استراتيجيات مدروسة، يمكن للمؤسسات أن تتنبأ بالتحديات المستقبلية وأن تضع الخطط اللازمة للتغلب عليها.

علاوة على ذلك، يسهم اعتماد نهج تخطيط استراتيجي سليم في تحسين الأداء التنظيمي بشكل شامل. من خلال تقييم الأداء بانتظام وضبط الاستراتيجيات وفقًا للتغيرات الحاصلة، يمكن للمؤسسات تحقيق نمو مستدام ومستمر. كما أن التخطيط الاستراتيجي يشجع على الابتكار والتجديد، حيث يدفع الفرق إلى التفكير في حلول جديدة والتكيف مع الظروف المتغيرة.

في النهاية، يمكن القول إن التخطيط الاستراتيجي ليس مجرد عملية روتينية، بل هو نهج ديناميكي يتطلب مشاركة فعالة من جميع مستويات المؤسسة. من خلال الالتزام بعملية التخطيط الاستراتيجي، تستطيع المؤسسات تعزيز قدرتها التنافسية، وتحقيق التميز في الأداء، وضمان استمرارية نجاحها في عالم سريع التغير.


المراجع:

-كتاب التخطيط الاستراتيجي: مبادئ وأدوات” المؤلف: الدكتور علي عبد الله الطرشاني تاريخ الإصدار: 2015 دار النشر: دار الفكر العربي
-“التخطيط الاستراتيجي: نظرية وتطبيق” المؤلف: هنري مينتزبرغ تاريخ الإصدار: 1994 دار النشر: Prentice Hall

-كتاب ” استراتيجية المحيط الأزرق: كيفية إنشاء أسواق جديدة بعيداً عن المنافسة” المؤلفان: تشان كيم ورينيه موبورن تاريخ الإصدار: 2005دار النشر: Harvard Business Review Press

-كتاب “التخطيط الاستراتيجي للمؤسسات العامة” المؤلف: جون م. بريسون تاريخ الإصدار: 2011دار النشر: Wiley

-كتاب”الاستراتيجية التنافسية: تقنيات تحليل الصناعات والمنافسين”المؤلف: مايكل بورتر-تاريخ الإصدار: 1980دار النشر: Free Pres

– كتاب “الادارة الاستراتيجية الحديثة التخطيط الاستراتيجي-البناء التنظيمي القيادة الابداعية-الرقابة والحوكمة”-المؤلف :عائشة يوسف الشميلي -تاريخ النشر 2017- دار النشر الفجر للنشر والتوزيع
– كتاب ” التخطيط الاستراتيجي نماذج بناء الاستراتيجية وتطبيقاتها المولف: عبد الله بن فريح العلى الطبعة الاولى تاريخ النشر -2022دار النشر كتب مؤلفين‎
السويلم، يوسف. (2022). “تطبيق الخطط الاستراتيجية في القطاع العام: التحديات وآليات التنفيذ”، المجلة السعودية للتخطيط الإداري، العدد 11، ص. 60-74.
العنزي، عبد الرحمن. (2020). الدمج بين التخطيط الاستراتيجي والتشغيلي. الرياض: مكتبة التميز الإداري، ص. 49-56.

النشرات العلمية:

1-“نماذج التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات التعليمية”تاريخ الإصدار: 2018

2-“تطبيق نماذج التخطيط الاستراتيجي في المنظمات غير الربحية” تاريخ الإصدار: 2020

“-3تحليل SWOT كأداة لتخطيط الاستراتيجيات المؤسسية” تاريخ الإصدار: 2017 نشر في: مجلة الإدارة الحديثة الناشر: Springer
المراجغ الاجنبية

Pfeiffer, J. W., Goodstein, L. D., & Nolan, T. M. (1991). Applied Strategic Planning: A Comprehensive Guide. University Associates,. 135-142.
1. Kaplan, R. S., & Norton, D. P. (2004). Strategy Maps: Converting Intangible Assets into Tangible Outcomes. Harvard Business Press, ص. 182-190.
2. Mintzberg, H., Ahlstrand, B., &Lampel, J. (2005). Strategy Safari: A Guided Tour Through the Wilds of Strategic Management. Simon and Schuster, ص. 153-158.

error: عذرا, لا يمكن حاليا نسخ او طباعة محتوى الموقع للمزيد من المعلومات المرجوا التواصل مع فريق الموقع عبر البريد الالكتروني : [email protected]